في العمق من قلوبنا الصغيرة وأحلامنا المتواضعة ، وتطلعاتنا المفعمة وطنية ، ورسالة نحملها في قلوبنا ، ويراق حبرها،أنات وأنين، وعشم سنين ، بقول القائلين، وكثرة القائلين، من شمس حارقة ، وأضوائها السارقة .. من الظل ياسيدي سمو وزير التربية,فلا أعظم من لقبك إلا مايُخط بمولى خادم الحرمين الشريفين..
من الظل البارد .. وزواية الهجير .. نكتب ولايحق أن نعتب .. ومن نحن لنغضب ..
من طاولة التوقيع والإذعان ومن على الكرسي الهش .. ومن القاعدة الصلبة .. ومن الصروح الشامخة .. ومن ميدان التربية بلسان الانكسار. وألفاظ سُلب منها رد الاعتبار نقرأ نصف عامك في بداية عام دراسي سيدي على واجهة إحدى المدارس مكتوب مانصه”
معلمي أنت أول من علمتني أخط حرفاً.. فكان حرفك سيدي…” كلمات وفاء بحق المعلم كتبها معلم يعشم نفسه حضرنا فحضرت تعاميم التعتيم عن واقع يتسلق به الهاربون من الميدان بشكليات مختلفة ، وشخصيات مزدوجة فأكدوا على الحضور ، وما أخبروك عن مكمن القصور..
حضروا وأنفاس المدارس مكتظة أشبه بملجأ حضرنا أطيابنا فواحة وأعين الحب للوطن فضاحة.. بانتظار القادم الأجمل وماطاف من السنين على أمل خطط هدفها التقنين.. حضرنا وأبناؤنا ذبلت أيديهم من اللعب ، ومن السهر أنهكهم التعب .. اجتمعنا تحت السقف الحديدي ، صهريج حار ، نسي المعتمون أن يُطلعوك سيدي على المكيفات البالية، والباحات الساخنة أما أخبروك في زوايا فصولنا بات النمل ضحايانا أما أطلعوك عن فصول نشء بها الثلاثون والأربعون أم أخبروك سيدي بتلك المقولة سددوا وقاربوا .. أما أخبروك عن ألوان الأبواب البرتقالية كأنها معتقلات.. أما أطلعوك سيدي أن النشء من كل الثقافات أصبح الغاية من حضور أبنائنا إشغال عن المنازل الهادئة في الصباح.. أما أخبروك أن الكثافة العددية تفشل نجاح جُل الإنتاجية ؟
وأن الكم الهائل من الإشغال المجدول هو العدو الأول للكم الكيفي المنتج .. سيدي ميدان صناعة العقول يقتل بقلم بارد!!
سيدي أما أخبروك قد أضاع معلمو ميدانك الفذ مهنتهم فهل هم مشرفو نظافة ، أم حراس عمارة نهاية الدوام، ضاعت الوجهة ؟
أما أخبروك سيدي أن أوراق التعاميم غصت به الأدراج؟ هل أخبروك سيدي أن معلمي ميدانك كبش الفداء إن الحال ساء ؟ لم يعد الآباء يفرقون والأمهات بين خادمة مطبخهم وحاضنة الروضة؟ ومعلم ابنهم..
سيدي هل أخبروك عن قيمة العقود ؟ ومنهجية أعط الخباز خبزه ولو أكل نصفه ؟ أبشرك سيدي أن الخباز أكل الخبز كله؟
سيدي الكريم هل أخبروك بمثل دارج يتسلون به باب النجار مخلوع، إن التعليم في العراء فهل تلبسه سترك ؟
سيدي أهل أخبروك بأن فرسان ميدانك يعملون في شركات ليس للاستزادة بل ليعيشوا؟
سيدي أما قال والدنا سيدي نايف نحن مستهدفون في كل شيء ، نحن نستهدف في قيمنا في عقول نشئنا، لن يحمي حدنا ويحفظ عهدنا إلا عقول راسخة معتقد قبل أجساد تحمل بنادق؟
سيدي في استفهامي الأخير هل رأينا من نال بكالوريوس علوم عسكرية ينال رتبة ضابط صف؟
ماذا يحدث لأهل التربية ؟
العجز في عدد المعلمين ؟ يتنامى معه ياسيدي العجز في الأداء.. والقادة الإدرايون أكثر من المربين.. الحصص غصص .. أربعة وعشرون
ياسيدي ليس للإحقاق .. بقدر أن نجد عذراً للإخفاق..
وطاولات الإدريين كراسيهم أكثر من أقلام السبورة سيدي نعم كتب المعلم على تلك اللوحة يعزي نفسه لقد أصبح الحرف سيداً لايضام، ومقاماً لايرام من أبنائنا، فلا يتعلمونه ولا ينطقونه ، إرادة تعتيم ، في ظل الكثافة واستحالة التعقيم..وظواهر الجذب الشكلي..وهنا فأنا تلميذ أمس ،الحرف ليس لي بسيد وأنت بما وليت لي سيد..

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *