كثيرا ما تجتاح الإنسان في هذه الحياة كثير من الأقدار التي تؤلمه وتزعجه . وأشد هذه الآلام ألم الفقد . والفقد إما أن يكون لواحد من بني الإنسان كقريب أو صديق أو حبيب أو أن يكون فقداً لشيء من الأشياء التي يمتلكها ويحزنه فقدها . وإزاء هذه المشاعر الصادمة فإن أعظم سلاح يجابه به الانسان هذه الفواجع هو سلاح الصبر الذي إن لم يكن سجية فالتصبر خير سلاح يتقوى به المفجوع . ومما يقوي الصبر في مثل هذه الأحداث استحضار نماذج مماثلة وكيف أنه ليس الوحيد الذي تنزل به هذه النازلة وإنما مثله خلق كثير تصبروا حتى أفرغ الله عليهم الصبر ومن ثم النسيان . وفي هذا يقول حسان رضي الله عنه متوجعا على وفاة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم :
وإذا أردت مصيبة تسلو بها … فاذكر مصابك في النبي محمد
ففقد محمد بن عبد الله ليس كفقد أي أحد فهو أسوة حيا وميتا بأبي هو وأمي.
ومما يقوي النفس احتساب الأجر وأن الله لا يضيع أجر الصابر المحتسب وكيف أن هذا الابتلاء إن تقبله الانسان بالرضى رغم المرارة فقد وقع أجره على الله بغير حساب .
وأدنى درجة من هذا الفقد فقد كل أو بعض مما يمتلكه الإنسان من متاع الحياة . والمال كما تقول العرب قرين الروح ومع ذلك فسلامة الحال من الأغيار ألطف وأخف وطأة من فقد مال أو متاع وفي هذا يقول الشاعر :
نفسي التي تملك الأشياء ذاهبة .. فكيف آسى على شيء إذا ذهب
وفي الإجازات تكثر الحوادث وفي كل يوم نسمع بحوادث يذهب بسببها خلق كثير كانوا يأملون في غد باسم جميل .
اللهم أنزل على نفس كل من فجع بفقد حبيب من بركاتك ورحماتك ما تجبر به المصاب وتذهب الحزن .

hotmail : [email protected]
Twitter :@ omarweb1

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *