[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فريدة العبيدلي[/COLOR][/ALIGN]

نشطت إدارة الحدائق العامة في السنوات الأخيرة على تطوير الحدائق العامة في بعض المناطق السكنية في الدولة، وأخرجتها بصورة جمالية تستهوي الناظر إليها من حيث تخطيطها العام، وتوزيع الأشجار الظليلة والأزهار الجميلة، وتنسيق ممرات التمشية المريحة فيها، والتي ساهمت إلى حد كبير في استقطاب سكان المنطقة وجيرانهم من المناطق المجاورة وأصبحت متنفسا يلجأون إليه مع أبنائهم في أيام العطل الأسبوعية وبالذات في هذه الفترة الرائعة الأجواء من السنة.
خصص في هذه الحدائق جزء لألعاب الأطفال المتعارف عليها كالزلاقات والميزان والمراجيح ذات المقاعد والسلالم وهياكل التسلق، والمنصات الدائرة والألواح المتأرجحة وغيرها ولكن الملاحظ أن بين الألعاب العادية توجد ألعاب خطرة غابت خطورتها عن حسابات القائمين على الحديقة مثل لعبة الحفارة. و تقول إحدى الأمهات من رواد إحدى هذه الحدائق: صعقت عندما رأيت أحد الأطفال يرفع الحفارة ويهوي بها بسرعة فائقة وهو يضحك يريد أن يصيب هدفاً على الأرض وحينما أمعنت النظر وجدته رأس طفل آخر وضعه تحت اللعبة دون إدراك لخطورة ما يفعل ولكن إرادة الله أنقذته حيث كان رأسه على بعد سنتيمترات من حد الحفارة وإلا لحدث ما لا تحمد عقباه من إصابة خطيرة قد يتعرض لها الطفل الممدد على الأرض.
وتسترسل قائلة: حقيقة هزني الموقف ورحت أبحث عن مسؤول أشرح له خطورة ما حدث ولكن للأسف لم أجد أحدا عدا حراس الأمن ممن يقفون عند باب الحديقة والذين لا يعني لهم مثل هذا الأمر شيئاً.وتقول زائرة أخرى: هناك إشكالية أخرى تتمثل في أن الألعاب مخلوطة مع بعضها البعض لا يوجد فاصل بين ألعاب الأطفال الصغار ممن هم دون سن الرابعة وألعاب الكبار ممن هم فوق هذه السن الكل يلعب مع بعض في نفس الألعاب وفي نفس المكان، مشهد عادي أن ترى طفلا في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة من العمر يشارك طفلا في الرابعة من العمر نفس اللعبة، تخيلوا لو دفع الكبير منهم الصغير دون قصد ماذا يحدث خاصة أنه لا يوجد أي رقابة أو إشراف على هذه الألعاب من قبل القائمين على الحديقة.
خلاصة الأمر إن المعنيين اجتهدوا في تطوير الحديقة وتزويدها بالألعاب التي تسعد الأطفال وأغفلوا حساب كافة الأمور المرعية في جانب الأمن والسلامة والحفاظ على حياة هؤلاء الأطفال من حيث:
أن هناك ألعابا خاصة للأطفال دون سن الرابعة وألعابا أخرى لمن هم فوق هذا السن.
أهميه اختيار ألعاب مناسبة لا تشكل أدنى خطورة على الأطفال.
تخصيص مكان محدد لألعاب الأطفال الصغار توضع فيه الألعاب المناسبة لسنهم، وآخر للكبار للحد من الحوادث التي قد تنتج عن تدافع الأطفال ورغبتهم في الاستحواذ على اللعبة.
تحديد أعمار الأطفال مستخدمي اللعبة وذلك بتحديد الحد الأدنى والأقصى لعمر الطفل الذي يجوز له استخدام اللعبة بأمان.
تزويد جميع الألعاب المتحركة بأحزمة أمان لمنع مخاطر السقوط
والأهم من ذلك كله ضرورة وجود ملااقبين يتجولون باستمرار في منطقة الألعاب للتأكد من مناسبة عمر الطفل للعبة التي يستخدمها ومناسبة عدد الأطفال للعبة لأن معظم الحوادث تنتج عن تدافع الأطفال على لعبة معينة.
وضع قواعد وتعليمات تلزم أولياء الأمور بمرافقة أطفالهم أثناء تواجدهم في منطقة الألعاب.
آمل أن تتم مراجعة معايير الأمن والسلامة لألعاب الأطفال في الحدائق العامة وأن توضع الشروط المناسبة للحفاظ على حياتهم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *