ألا يمكن الجمع بين المال والوطنية؟

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]لواء م/ صالح محمد العجمي[/COLOR][/ALIGN]

للأسف جشع بعض التجار أنساهم المشاركة في المواطنة الايجابية فتراهم ينسون ويتناسون كل صغيرة وكبيرة أمام جمع الأموال حتى ولو كانت غير مشروعة من النواحي الشرعية والنظامية سامحهم الله. حتى يستيقظون من سباتهم العميق. واطماعهم التي قد لا تجلب لهم الا المتاعب والذنوب والعياذ بالله.والدولة وفقها الله وكما هو معلوم ترفع عنهم بعض رسوم الجمارك وتارة أخرى تحدد لهم بعض التسهيلات والاعانات في أكثر من طريق حتى لا يزيدوا الأسعار، ولكن كما يقول الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي
وهؤلاء يسارعون في رفع أسعار السلع والبضائع عندما تتكرم الدولة بزيادة رواتب الموظفين. ومخصصات بعض المواطنين كالاعانات السنوية والضمان الاجتماعي وما إلى ذلك بحيث تتحول الفرحة إلى نقمة بفعل فاعل \”هم التجار\” وهنا يتمنى المواطن على الدولة فيما لو أنها خفضت الأسعار بدلاً من زيادة الدخل الفردي أو الرواتب. طبعاً لكان ذلك أجدى وأنفع من الزيادة التي لا يستفيد منها سوى التاجر المتربص بالأسباب والظروف لإغراق أخيه المواطن بصرف النظر عن حالته ودخله وعوزه.
ومن هنا فالجهاد قائم بين الدولة والمواطن من جهة والتاجر الجشع من جهة أخرى. وخاصة من ينسى كل الحسابات في الدنيا والآخرة والعياذ بالله إلى جانب المواطنة الحقة التي قد تخلى أو يتخلى عنها أمام زيادة الأرصدة في الداخل والخارج. كل مواطن لا يحسد من رزقه الله من التجار. ولكنه في الوقت نفسه ينتظر من التاجر مؤازرة الدولة في اسعاد كل المواطنين المحتاجين في كل الظروف وفي هذا يتحقق التكافل الايجابي المنشود إن شاء الله ومن هنا وجب على المختص في الدولة مراقبة كل تصرفات الجشع من التجار والضرب على كل من يخالف الأنظمة.
أما التاجر الذي تحول من صديق إلى منتهز فعليه أن يتعوذ من الشيطان في تجارته ليباركها الله سبحانه وتعالى ويزيده فيها ليكسب النعيم والتوفيق في دنياه وآخرته \”وذلك أجدى به نفعاً\” أعانه الله وألهمه طريق الحق والصواب. وطبيعي عندما يعيد النظر في اطماعه وما يفرضه الواجب الديني والوطني عليه سيجد أن الرجوع إلى الحق أفضل كثيراً من التمادي في الباطل.
وأخيراً اتساءل مع أخي التاجر. هل هو في معزل عن الإعلام الذي وضح ويوضح أحوال المحتاجين والمثقلة أوضاعهم بالأمراض والديون والحاجة ليهب إلى نجدته ومساعدته بدلاً من جعله عاجزاً عن تلبية أبسط مقومات الحياة كأن يعيش كريماً بتوفر المسكن ولقمة العيش على سبيل المثال فقط؟ هل مر ببعض الأحياء الفقيرة في الحاضرة والبادية ليحس بالمواجع التي تمر بالكثير من أبناء وطنه، أرجو ذلك.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *