عزيزي القارئ .. ربما أول ما تبادر إلى ذهنك عندما قررت قراءة هذا المقال تساؤل تريد البحث عن إجابته ، ماهذا العنوان الذي لا يبعث في النفس أي سلام ؟ يا ساتر !.
دعوني اذكركم إنهم يصنفون النساء إلى نوعين ؛ جنس لطيف وجنس (يالطيف) ، ودعوني اعترف لكم أيضاً بكل شجاعة وفخر أنني انتمي للفئة الثانية . ولكن حتى أبرر موقفي الكتابي المُذيل في الآخر باسمي والمرتبط بي كدليل واضح وصريح مع سبق الإصرار والترصد بالجُرم المشهود أود أن أقول إنني لا أعادي الرجال -لكثرة الأسئلة التي سألت عنها بهذا الخصوص- أنا أعادي أنصاف الرجال ، بل أرباعهم أو أشباههم وأقولها علانية وأنا بكامل قواي العقلية والنفسية كذلك!.
هُناك كلمات عندما نقرأها تمر علينا مرور الكرام ما أن تبتعد أعيننا عن حروفها ، وهُناك كلمات لا نقرأها بأعيننا فحسب ! بل نقرأها ونستشعرها بقلوبنا وجميع حواسنا السمعية والبصرية واللمسية والحسّية والإدراكية ، وهُناك كلمات (استفزازية) بمجرد أن نقرأها نصاب بارتفاع في ضغط الدم ، على سبيل المثال جاهل يستنقص مكانة المرأة ويعتبرها تابعاً له و (عورة) لابد من وأدها حيةً أو ميتة ! أو آخر (يستخف) دائماً بعقل المرأة ويراه ناقصاً حتى لو كانت أعقل منه وعقلها (يوزن بلد) !
وحقيقةً مثل هذا النوع المُستفز لا مانع لدي إطلاقاً من الدخول معه في (مُطاحنة) دموية خصوصاً وأن شهيتي هذه الأيام مفتوحة جداً (للخلافات) والمعارك ويا (قاتل أو مقتول).
فالمرأة مهما كتبت أو تحدثت عنها شهادتي فيها مجروحة لأني امرأة ، لكن الرجل الحقيقي والإنسان الواعي يعرف تماماً حقها ويعطيها دوماً قدرها وما تستحقه ، بل ويستطيع ايضاً التفريق بين المرأة التي تستحق والتي لا تستحق ، فلا يقلل من قيمتها ولا يكذب عليها وبالحب والتفاهم يخلق منها إنسانة ناضجة ومتفهمة ومحبة وواعية وعلى قدر من المسؤولية ، أما (المحسوب) على الرجال فهو يرى دائماً خلاف ذلك نسأل الله له العفو والعافية.
والآن بعد كل ما سبق ؛ استطيع أن ألخص الحديث واعطيكم (الزبدة) واقول أننا معشر النساء عندما نحب نصبح (كالملائكة) وقد نخرج عن المألوف .. وعندما نغار ونكره نصبح (كالشياطين) وقد (نُقطع) من نحب بالسيوف .. نتجاوز كثيراً حدود المنطق .. ولا نفرق بين الاشياء .. ولا نكتفي من الحب والإهتمام .. لكن لا ترشينا الهدايا وكلمات الغزل .. ولا تكفينا الأحضان والقُبل .. فقط يقودنا الإحساس ويسيطر علينا .. ويُسيرنا التقدير وبعض التفاصيل الصغيرة.
اسمحوا لي أخيراً أن اقول “لمن في قلبه مرض” واستشهد بمثل قديم متداول ذكره أستاذنا الكبير (مشعل السديري) في إحدى مقالاته ، حيث كتب :
” كنا نقول زمان في أمثالنا اكسر للبنت ضلع يطلع لها اثنين ، والآن نحن مضطرون أن نقول اكسر للبنت ضلع تكسر لك رقبتك”.
وأنا أثني على قول الأستاذ مشعل وأزيد عليه وأقول لمن يتخذ من هذا المثل التعيس مبدأً له ، اكسر للبنت ضلع تكسر لك (عظامك) وليس فقط رقبتك ، فاعتبروا يا أولي الألباب واعتبروا هذا الإستشهاد أيضاً كنوع من أنواع (الإستلباش) بأي رجل لا يعرف حقاً قيمة المرأة ولا يقدرها فقد شهد شاهدٌ من أهلها اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.

[email protected]

@rzamka

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *