[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عدنان صعيدي [/COLOR][/ALIGN]

في الإذاعة نعلم يقينا أن بين من يسمعنا (وهم كثيرون جداً) من هم أكثر علما وفهما وإدراكا منا ، بل وأفضل صوتا غير أنهم لم يلتحقوا بالعمل الإذاعي وفضلوا أن يكونوا مستمعين ، وكم هو محرج لنا ــ عندما تجمعنا مع الناس مناسبة عامة ــ ذلك الثناء والإطراء من قبلهم لنا ولدورنا في حياتهم الثقافية ، ويزيد في إحراجنا ويجعلنا نتضاءل كثيرا عندما يقول لنا أستاذ في الأدب أو مختص في الشريعة نحن تعلمنا من الإذاعة الشيء الكثير .
في مثل هذه الفترة الزمنية من العام الماضي قمنا بزيارة عمل لجازان برئاسة وكيل الوزارة المساعد لشؤون الإذاعة الأستاذ إبراهيم الصقعوب ، وكان حتما علينا الاستجابة لدعوة كريمة من بعض شيوخ وأهالي فيفا لتناول الغداء على قمة الجبل ، ولم يخفف من رعبنا وهلعنا عند صعودنا الجبل إلا ذلك الترحيب الحار من الداعين ثم ما أذهلونا به من ذكريات عن الإذاعة وبرامجها بعضنا لم يعشها وبعضنا تناساها ، وكان من أطرف وأجمل ما سمعت من احد المشايخ أنهم كانوا يستخدمون الإذاعة رسولا للمحبين.
كيف يا شيخ ؟
الشيخ : إذا جن الليل ( يقصد الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي ) وكانت الأشواق تلتهب ، وصادف أن قدمت الإذاعة مادة شعرية أو غنائية تعبر عن ذلك الشوق للمحبوب ، فإننا نقوم برفع الصوت ، فتردده الجبال فيصل إلى المسامع المقصودة أكثر شجنا والتياعاً.
وبعدين يا شيخ ؟
الشيخ : يتحين المحبوب فرصة إذاعة مادة تعبر أيضا عن مشاعره فيرفع الصوت فاعرف أن رسالتي وصلت !
والقصص والحكايات التي نسمعها من المستمعين كثيرة عن دور الإذاعة في حياتهم . . احد المختصين في القراءات العشر للقران الكريم قال : كنت أراجع مع احد برامج إذاعة القران الكريم ما تعلمته في هذا المجال ، وآخر يقول لك ــ بتأثر ــ : لقد عرفت أشياء كثيرة عن غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم من سماعي للسيرة العطرة في الإذاعة.
ما ذكرت سابقا هو الذي يجعل الإذاعة تحرص دائما على انتقاء برامجها ، وتشدد على أهمية وأبعاد ما يذاع فيتقدم كل المناقشات في لجان البرامج سؤال واحد : ما فائدة المستمع مما نقدم ؟ وهذا هو الذي دفع الإذاعة ألا يقف دورها عند التعليم والتثقيف والتلقين عن بعد بل خاضت تجارب التعليم والتدريب المباشر حيث أقامت إذاعة الرياض ــ لأول مرة على مستوى الإذاعات العربية ــ دورات تدريب لتطوير الذات من خلال برنامج أسبوعي ( مفتاح النجاح ) بمشاركة عدد من الشباب والفتيات من المستمعين داخل الأستوديو ومنحهم فرصة للنقاش والتطبيق أثناء سير البرنامج بهدف رفع مستوى قدرات الحاضرين والمستمعين وتجعل حياتهم أفضل وأسهل بإذن الله.
الأسبوع الماضي أنهى عدد من المستمعين المشاركين في البرنامج دورة تدريبية بقيادة الزميلين عبد الله الخمعلي ، وسعد الحمودي فاحتفلت الإذاعة بهم وكرمتهم ومنحتهم شهادات الحضور ، فهل نحن مقبلون في الإذاعة على تأسيس أكاديمية إذاعية يكون لها خريجون بشهادات رسمية معتمدة ؟ أتمنى ذلك .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *