أفعى برأسين ورأس بلسانين

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علام منصور[/COLOR][/ALIGN]

يقول سيء الذكر اسحق شامير ابّان ذهابه الى مؤتمر مدريد للسلام \” كنت سأواصل محادثات الحكم الذاتي لعشر سنوات وفي الوقت ذاته يرتفع عدد الناس في يهودا والسامرا (ويعني الضفة الغربية) الى نصف مليون نسمة. والمعلومات الاحصائية تشير فعلا الى أكثر من نصف مليون صهيوني يعيشون في 130 مستوطنة وأكثر من 100 بؤرة استيطانية وهو ضعف عدد المستوطنين منذ اتفاقيات اوسلو. والإدارات الاميركية المتعاقبة ومنذ عام 1967 كانت تغض النظر عن الاستيطان في الضفة الغربية، بل ان \”اسرائيل\” قد حصلت على مكافآت مالية بطرق مباشرة وغير مباشرة من دافعي الضرائب من المواطنين الاميركان. وليس بعيدا عما سبق هذا فالرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر في كتابه الجديد المعنون باسم (يوميات في البيت الابيض) ينتقد الادارة الاميركية الحالية بسبب سياستها المتعلقة بتجميد الاستيطان الاسرائيلي.
وهذا يتجلى في رسالة الضمانات النادرة التي بعث بها الرئيس الاميركي اوباما الى نتنياهو والتي يتعهد بموجبها بتزويد \”اسرائيل بأسلحة متطورة وذكية تمهيدا لاتفاق السلام مع الفلسطينيين. وتتعهد الولايات المتحدة طيلة العام الجاري والقادم باحباط كل محاولة عربية لطرح القضية الفلسطينية في مجلس الامن الدولي، كما أنه لن يكون بمقدور الفلسطينيين أن يطرحوا مستقبلا مرة اخرى مسألة المستوطنات بمعزل عن المحادثات المباشرة وممارسة ضغوط على اسرائيل كما يفعلون الان. وسيتم حسم مستقبل المستوطنات بأكملها فقط في إطار الحل الدائم وليس قبل ذلك\”. كل هذه الضمانات من أجل أن يوافق \”رئيس الوزراء الاسرائيلي\” وحكومته على تمديد تجميد الاستيطان لمدة ستين يوما، فماذا كانت ستقدم الادارة الاميركية من ضمانات لو أن نتنياهو حنّ عليها بثلاثين يوما أخر .وفي السياق نفسه فمخطئ من أعتقد أن بيان مكتب \”رئيس الوزراء الاسرائيلي\” بخصوص خطاب ليبرمان في الامم المتحدة بأنه لا يمثل موقف الحكومة، والذي دعا فيه الى تبادل أراضي مع سكانها، وإلى اتفاق انتقالي بعيد المدى مع الفلسطينين والذي سيستغرق بضع عقود، والبضع في اللغة العربية لمن نسي قواعد النحو فيها من 3 الى 9 ولنا أن نختار ثلاثين سنة أو تسعين سنة، فالكرة في ملعبنا الآن، لأن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الدبلوماسية العامة فيليب كرادلي قال في مؤتمر صحفي أن الادارة الاميركية لم تفاجيء من خطاب ليبرمان في الامم المتحدة لان نتنياهو \”أبلغنا أن هناك وضع سياسي صعب على جهته وهذا ربما أحد مظاهر هذا الامر\”. ليعود المدعو ليبرمان ويؤكد لصحيفة \”يديعوت احرونوت\”: \” أن اقواله لا تنطوي على جديد فمواقفه معروفة منذ زمن ولا جديد فيها\”.
الجديد في كل هذا الامر أننا ما زلنا نطارد سرابا سيمتد الى بضع عقود كما ذكر الرجل، وأننا ما زلنا نكذب على انفسنا وعلى الآخرين وغيرنا وهوعدونا صادق مع نفسه ومع شعبه يقول ولا يتراجع، خاصة في كل شيء يتعلق بنا.إنها الأفعى الكبيرة تطل علينا دائما برأسين، ورأس بلسانين كلاهما يقطر سمّا. فما نحن صانعون يا أمة العرب؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *