[COLOR=blue]عمر جستنية[/COLOR]
الفريقان في مصر استمالا المؤيدين والمناصرين والمريدين بصور متعددة ومختلفة بما يخدم مصالحهما وتوجهاتهما بغض النظر قبل المتلقي أو رفض، بعضها للأسف وظف توظيفاً مقيتاً للأحداث باستخدام وسائل الاتصال الحديثة، وأبرزها الجوال وتطبيقاته المتنوعة، والتلفزيون ونظريات اديلوجيا التطبيق، دون مراعاة لجوانب المهنية والصدقية والوقوف على الحياد.
أفهم أن تميل الأجهزة الإعلامية المصرية على مختلف أنواعها إلى الجهات التي تتبعها، وذاك حق تكفله لهم الحرية، ولكن ما لايفهم انغماس \” الجزيرة \” في الاتجاه المعاكس بإصرار، وذهاب العربية إلى الاتجاه المناهض بعنف، وهناك فرق بين تبعية الأولى لنظام ومرحلة انتهت في قطر، وأفق مختلف متوقع لنظام ومرحلة نوعية في نفس المكان، ستبقى قطر وستذهب توجهات الجزيرة المؤدلجة إلى سقر، نتيجة انغماسها في التأليب، وستغير العربية توجهاتها تبعاً لمصالحها الآنية في كل يوم، وهي لن تمثل رأي الاعتدال والتوازن اطلاقاً بكثير من خلفياتها غير المستقرة، الإختلاف في مصر قضية وطنية – مصرية بالدرجة الأولى والكل فيها ومعها خاسر لا محالة بالدم ، وأكاد أجزم أن في الفريقين من هم بعيداً عن العير وليس لهم ناقة في النفير، وكثير منهم مغرر بهم ( كيف تفسر حال غياب المتسولين عن ليالي رمضان في القاهرة )، الدم سيبقى شاهداً على تطرف الجموع في الطرفين، وما لم أفهمه التعامل مع تحذيرات قوات الأمن باستخفاف قبيل تطهير ميادين الاعتصام.. والمعتصمون يعلمون قدرة وقوة الجهاز الأمني على تبديد حلم الاستمرار، وفرض رؤية الطفل المدلل أنا أريد … فقط ولا يهمني تضرر البقية، إذا كانت قيادات \” الإخوان \” أصرت على المواجهة والتضحية بالمريدين في سبيل تطلعاتها والحفاظ على استمرارها، كيف ستقنع الآخرين باعتدالها في المستقبل.
ستبقى مساعي توجيه الإعلام في الأزمات مستعرة بين الفريقين في مصر إلى أن يأذن الله، والفعل سيكون شاهداً ولن يكون حكماً، والدم سيبقي خيار العزل ملزماً لكل ذي لب، أجهزة الإعلام الوطنية المصرية على اختلاف توجهاتها لها كل العذر – على الأقل من وجهة نظري .. أما البقية لا .. بما فيها الأجهزة الغربية التي تنحاز ثم ترتد وتعود لتنحاز مرة أخرى ( قيل لجحا أمراة أبيك تحبك .. قال .. مثل شعبي) .
وهناك اشكالية أخرى استعصت على فهمي المتواضع لماذا تزايد حجم التباكي الداخلي على سقوط \” الإخوان \” ؟ هل هولاء مناصرون جدد، ومريدون بأحلام قديمة ؟ بعضهم يناهض الموقف الرسمي وبعضهم يزايد على المصريين في أرضهم، وكثير منهم للأسف … الصديق أحمد عدنان وقف على مواقف بعضهم في\” أنحاء الإلكترونية – بعنوان الإخوان بنكهة سعودية \” الأسبوع قبل الماضي واتبعه بآخر الأسبوع الماضي، مواقف بعضهم هزلية، ربما حان الوقت إلى إعادة قراءة ودرس مواقفهم وإعادة صناعة الوعي بصورة مختلفة من أجل مستقبل لا مجال فيه لعناصر الإسلام السياسي الذي لم ولن يؤمن بالسلم الأهلي للمجتمعات، تذكرت الآن الدراسة الجميلة للدكتور عبدالعزيز الخضر \” السعودية سيرة دولة ومجتمع .. ربما نحتاج إلى إعادة قراءة واقعنا بشكل مختلف.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *