[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د.إبتسام بوقري[/COLOR][/ALIGN]

حفل العيد الذي اعتادت جمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة إقامته سنوياً كان هذا العام مختلفاً بفقراته العديدة المتميزة التي منحت الحاضرات الكريمات وقتاً ممتعاً ونافعاً حلق بنا عالياً مع نماذج رائعة من حافظات كتاب الله رغم اختلاف ظروفهن وتفاوت أعمارهن وقد تجاوز عددهن المائتين، ومنهن الطفلة حنين بالصف السادس الإبتدائي والتي أتمت حفظه كاملاً في شهرين، وأخت يمنية فاضلة جاءت للمملكة وعمرها عشرون عاماً بحثاً عن علاج لعينيها الكفيفتين لعلها تبصر لكن الله لم يكتب لها ذلك ومنحها ماهو أغلى من البصر ألا وهو حفظ كلماته حيث أصبحت من الحافظات بعد مرور ثماني سنوات وأخبرتنا أنها استعانت بسماع القرآن مسجلاً للحفظ فكانت مثلاً لقوة الإرادة والإصرار رغم كل المعوقات فماذا بقي لنا من أعذار تمنعنا عن تحقيق ماوصلت إليه من إنجاز بفضل الله .
كما قدم الحفل خريجات معهد مكة – الدارسات بجمعية القرآن الكريم بجدة – للعلم الشرعي لمدة عامين وقريباً سوف يكون كلية توازي دراسة جامعية لمدة أربع سنوات ، ونظراً لضيق الوقت لم يكن هناك مجال أن يتحدث الجميع فأعطيت الفرصة لبعضهن ليحكين عن هذه التجربة في حياتهن وبدأت بالدكتورة هيفاء التي كانت تعيش في أمريكا وحاولت دراسة العلم الشرعي هناك فلم تجدها ولكنها وجدتها هنا والتحقت بالمعهد رغم عملها طبيبة بالمركز الطبي الدولي لكنها استطاعت تنسيق وقتها بين العمل والدراسة، والصيدلانية إيمان التي قالت أن العلوم الدنيوية لاتغني عن علوم الدين وأن أجمل علم درسته هو العلم الشرعي الذي أحياها ومنحها القوة وساعدها في جوانب كثيرة بحياتها، أما رضية فقد حكت قصتها التي أثرت كثيراً في السامعات حيث تعرضت لإبتلاء الطلاق بعد عشرين عاماً من زواجها وهي أساساً تعمل بمجال الدعوة ورغم مشاكلها ومشاغلها التحقت بالمعهد وتخرجت منه وفي نفس الوقت رجعت إلى زوجها فأسعدت الحاضرات بهذا الخبر وهللنا فرحاً لأجلها فالإنسان عليه أن يستمر في العمل والأمور كلها بيد الله.
وكان ختام الحفل مسكاً حيث قدمت الأستاذة رابعة أبو السمح شخصية عام 2010م والتي أجمع الكل عليها وهي الداعية القديرة الدكتورة الفاضلة فاطمة نصيف وقد كانت والدتها صديقة شرف الدين هي من وضعت حجر الأساس لجمعية القرآن بفتح أول مدرسة للبنات، وأجرت ابنتها د.آلاء نصيف حوار معها تناول بعض جوانب حياتها ومسيرتها الدعوية.. وقالت د.فاطمة كلمة قيمة مفادها أن أية تجارة معرضة للربح والخسارة لكن التجارة مع الله رابحة دائماً ، فمن يقدم أي مبلغ لدعم إستمرار جمعية القرآن فهو يضع ماله في استثمار مضمون ولن يخسر أبداً بل أنه سيفاجأ بأن أرباحه فاقت توقعاته.وهذه دعوة للجميع أن يتاجر مع الله الكريم.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *