أغلقوها فإنها (جامحة) وليست جامعة!!
كانت حلماً عربياً منذ زمن بعيد.. لكنها تحولت إلى فشل عربي في الزمن الجديد. وذلك في الوقت الذي لم يحصل أن سجلت أي عمل يمكن الاعتداد به على مر تاريخ إنشائها في العام 1945م كجامعة عربية تفاعل مع حفلاتها الكثير من «الزفافة» فأسموها بيت العرب.. ربما كان الأخير لما تحظى به ولائمها من الوجبات المتنوعة قبل وبعد مدرجات التصفيق في اجتماع تنتهي مقرراته بنهاية توديع الضيوف!!.
إنه «الصنم» السياسي الذي تمثله جامعة دول حاولت أن تشكل منظومة لمواجهة التحديات. فكانت خيبة الأمل من رحم الفشل لتكون عنواناً للخذلان وأوهام الانتصار التي لا تتجاوز كلام المنابر «المتعوب عليها».
هنا وفي هذه المرحلة لسنا بحاجة إلى العودة إلى استعراض كل خيبات بيت العرب. في التحولات الأخيرة منذ عام 1990م تحديداً بعد أن تبنى السيد الشاذلي القليبي إعلان خطاب صدام حسين وتوزيعه من تونس على وكالات الأنباء والذي كان يشير إلى عمل عسكري في المنطقة دون أن يكون للقليبي كأمين عام للجامعة آنذاك أي دور في التحرك نحو اخطار التهديد العراقي. الذي انتهى بغزو الكويت بعد أن انتقلت المنظومة العربية المتهالكة أصلاً من تونس إلى القاهرة.. أو بالأصح عادت إليها بعد أن كان العرب قد غضبوا من السادات الذي قام بمصالحة مع إسرائيل. ثم رحل السادات وبقيت المصالحة. بل تطورت علاقاتها دون تأثير لرحيل أو عودة سيدة «ميدان سفنكس»!!.
ورغم الميثاق العربي للدفاع المشترك لم يستطع العرب التوافق على إخراج قوات صدام من الكويت لولا التحرك الدولي الذي قادته المملكة في عهد الملك فهد ،رحمه الله، لإعادة الكويت أرضاً وشعباً. وهو ما يتنكر له بعض تلك العناصر من الأصوات النشاز في ذلك البلد الشقيق خلال هذه المرحلة للأسف الشديد.
وكي لا نقفز هنا من الرصيف إلى طريق الخدمة في استعراض خطوط العرض والطول لبيت العرب «العنكبوتي» فإننا لابد من أن نتوقف عند كل الأحداث و»المصائب» التي تعرضت لها الأمة العربية أثناء وبعد ربيعها العربي. والتي لم تحرك ساكناً في «نبيلها العربي» الأمين العام الحالي. الذي تمنيت لو كان «ديمستورا» المنطقة.
غير أن أكبر اختبار لفشل هذه المنظومة المظلومة تحت اسم «غير فاعل» هو المشهد القائم على الخارطة العربية حيث لم يشهد التاريخ أكثر من هذا الحال من البطش والتهجير والضياع.. إضافة إلى فتح أبواب صراعات عربية – عربية وخروج دائرة الإرهاب عن سيطرة الكثير من الأنظمة لتصبح منظماته دول داخل دول!!.
كل هذا لم يكن ليحصل لو أن تحركاً عربياً عمل من خلال تفعيل دور الجامعة العربية قبل توسيع نطاق تضاريس الحروب. التي كانت وما تزال فرصة لنسور «فريسة» الشرق الجديد بكل تفاصيله الأكثر تعقيداً في المرحلة الراهنة. وهي مرحلة كان قد تم الانتهاء من الإعداد المبكر لها.. قبل أن تعيد جامعة العرب تجديد أثاثها.. وتحسين مرافقها من الداخل – بلا . ولا شيء!!
وبالتالي.. وبعد كل هذا الفشل الذريع أمام حجم التحديات هل سوف تبقى الجامعة العربية رمزاً فقط.. أم أنه يجب اغلاقها والبحث عن بديل يتم إعادة صياغة نظامه برؤية تتفق مع كل هذه التحولات؟. بعيداً عن المنظومة الحالية التي تمثل «جامحة» عن كل قضايا وهموم العرب. وغير قادرة إلاَّ على تحريك منصات كلام الاستهلاك الذي تجاوزته كل الظروف والتحديات.
التصنيف: