(أعمال مرفوضة تعرض المواطن وممتلكاته للخطر!)
في الأسبوع الفارط تحدثت عن إنفلونزا الإدارة ورؤية 2030 وأشرت إلى أن وزارة الصحة أكثر من يعاني من هذا المرض سواء في تقديم الخدمة أو الادارة ، لذلك أحب أن اشير هنا إلى انه منذ عهد معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر حينما كان وزيرا للصحة وحتى عهد معالي الدكتور توفيق الربيعة الحالي ، تسنم سدة الوزارة 13 وزيرا ، جميعهم وجهت لهم رسائل عبر عدة مقالات ،
تناولت حينها حال واحوال وزارة الصحة في تلك الحقب ، إلا معالي الدكتور توفيق الربيعة ، لأنني حينما شرعت في كتابة مقال كرسالة حية عن واقع الحال المتردي ، صدمني معاليه بحديثه إلى كبار مسؤولي وزارة الصحة في اول لقاء ، أنه جاء ليتعلم منهم .
عندها ، فعلا تعطلت لغة الكلام ، ولعل ما أعقب تلك الفترة ماترجم ذلك بوضوح وهذا ما سأتطرق له لاحقا، حيث أذكر انه إبان كارثة مستشفى جازان كتبت هنا أن ذلك الحريق لم يكن مفاجأة لأي متابع ، ولعلني توجست شيئا من ذلك حينما تطرقت للمؤشرات التي توحي بالكوارث بصفة عامة في مقالات عدة ولعل آخرها كان مقالا عن الشأن الصحي كتبته هنا كان تحت عنوان “عفواً .. المريض أولا يا وزارة الصحة” وذلك بعدد يوم 25 – 10 – 2015 م .
موضحا فيه أن الخطوة التي اقدمت عليها وزارة الصحة بتغيير شعار الوزارة من “المريض أولا” إلى “صحة المواطن أولا” شكلت صدمة تتنافى وحقيقة واقع وزارة الصحة وهي ذاتها تتكفل في نفس الوقت برعاية وتأمين الخدمات الطبية لأكثر من(7) ملايين من الوافدين ، وتحدثت عن ذلك مفصلا في وقته ، وقلت يومها أن سلسلة السلبيات التي تعشعش داخل كثير من مستشفياتنا الحكومية نتيجة تراكمات لأخطاء إدارية يجب العمل على معالجتها من خلال الشفافية والاعتراف أولا بتواجد قصور كبير فوق كل تصور ، وسوء اختيار القيادات والشواهد أكثر من أن تحصى .
وكان يجب ان تكون الأولى بالإهتمام بديلا عن التمترس خلف ظاهرة الشعارات والمناشط الدعائية وأن هنالك سلبيات قاتلة وفاضحة ، لايمكن علاجها إلا بكشفها والعمل على تعريتها ، حتى لانجدنا امام المزيد من الكوارث المشابهة ،إلا أنه وبكل أسف لازال الحال يحتاج إلى متابعة شخصية ولصيقة وذلك من قبل معالي الوزير ونوابه الكرام (وليس من رأى كمن سمع).
إن تلك السلبيات التي تفشت في كل زاوية وتشكل هما وهاجسا لكل مخلص قادر على العطاء ، جعلنا نتابع ونهتم ومنذ اكثر من (40) عاما ونحن هنا نمثل المريض من جهة بحكم أنه المستهدف ونقصد بالمريض هنا كل من على هذا الثرى المبارك ، ونمثل في ذات الوقت وزارة الصحة بحكم أنها المناط بها هذه المسؤولية الجسيمة.
ذكرت في مقال سابق أنه لو نسخت إحدى مقالتي قبل 25 عاماً حول هموم المريض مع وزارة الصحة فلا جديد اللهم إلا إرتفاع ميزانية وزارة الصحة من 5 مليارات تقريباً إلى 100 مليار ريال أخيراً، من قبل كتبت تحت عنوان (على الصحة السلام) و (وزارة الصحة لا أرض قطعت ولا خيل ابقت) حينما شدتني عناوين كثيرة واذهلتني منها قضية رهام التي ذهبت لمستشفى وزارة الصحة تبحث عن علاج فشحنوها بأخطر الأمراض كل ذلك كان قبل شحن طفلة القصيم هي الأخرى بالكيماوي
ومع ذلك بررت الوزارة ذلك بما هو أدهى وأمر. ولا أود هنا سرد سلبيات هذه الوزارة ، لكن لعل جولة معالي وزير الصحة توفيق الربيعة الذي جاء كما يقول ليتعلم ، لمحافظة بيشة والباحة وعسير وجازان و..و.. أخيرا تبوك تكشف له الواقع المرير على الأرض ، واصبح هنالك حرائق وسرقات وتزوير متلاحقة واضحة وفاضحة
وتؤكد ما كنا نكرره إننا نحاول قدر الإمكان أن لانكتب في إطار المقالة عن إنطباعات مزاجية أو ردة فعل عاطفية لذلك تنوعت مقالاتنا بين الإشادة تارة والنقد تارة إشادة من غير تطبيل ونقد من غير قسوة نعكس على الحالة ما تعلمناه وما اكتسبناه من خبرات في مجالات متنوعة سواء على الممارسة العملية أو العلمية أو المعايشة الفعلية ولا نكتب حتى نتحرى المصداقية الكفيلة بإخراج مقالة تخدم الصالح العام،أو ما لم تنف الوزارة ما يشاع ويقلق الرأي العام.
لاننظر للأشخاص فهم متحركون ولكن تبقى المعطيات التي يجب أن تكون جيدة لتتوارثها الأجيال عطاء أو استفادة . ولعل استيقاف ذوي المرضى لمعاليه وكشف حقيقة الاستغفال التي مارسها مدراء الشؤون الصحية بتلك المديريات كشف الكثير مما يعاني منه المرضى والسبب وراء تردي الخدمات ، كل ذلك وأكثر يأتي وفق ما كنا نراه ونحذر منه .
والحقيقة التي اكررها دوما والتي نتفق عليها جميعاً هي أن البنى التحتية للخدمات الصحية بوزارة الصحة في المملكة مكتملة وهنالك تقارير تفيد ان تلك الإمكانيات لو وظفت توظيفاً جيداً لغطت الخطط المستهدفة بشمولية وخدمات راقية ، ولكن ومع الأسف في ظل هذا الزخم من المعطيات وورش المشاريع هنا وهناك وفي كل اتجاه يبقى الأهم وهو اختيار المسؤول المدرك الحريص على التشغيل وتوظيف هذه الإمكانيات التوظيف الأمثل وحسن اختيار القيادات الادارية الفاعلة ذات المراس والخبرة حسب الأكفأ والأقدر وهذا فعلاً السبب الأول والأهم والذي يكشف للمتابع لهذه الجهود والمحتاج لهذه الخدمة ما يوضح ذلك التباين الفاضح بين الإمكانيات والخدمات وحتى لا اغدو بعيدا أختم هل يعقل أن مديرية شؤون صحية يعين لها مدير متقاعد من قطاع آخر ثم ايضا مستشفى بحجم مستشفى الملك فهد تولى إدارته مؤخرا قرابة 10 مدراء وتعثروا ، يرشح لإدارته مدير مستوصف ، وهذا لعله يكشف المزاجية ولعله احد اسباب طلب مدير صحة جدة الاعفاء لذا علينا أن لا نتوقع تطورا ولنا تفصيل في ذلك لاحقا بإذن الله ، هذا وبالله التوفيق.
جده ص ب 8894 تويتر saleh1958
التصنيف: