[ALIGN=LEFT]نبيه بن مراد العطرجي[/ALIGN]

تستقبل الشاشة الفضية التي تحتل صدر المجالس في المنازل بلا منازع ولا منافس، وتتربع فيها بشموخ منقطع النظير كم هائل من المواد الإعلامية المتنوعة التي تبثها القنوات الفضائية المتعددة، والتي تحمل أغلبيتها مضمون خالي من الإيجابيات التي تعود بالنفع على المتلقي من أي شريحة عمرية كانت، فالتلفاز أصبح يسيطر على حيات المجتمعات لأنه يجمع بين الصوت والصورة والحركة، وبالتالي أبدل الكثير من العادات والتقاليد والمفاهيم، إلى درجة أن تأثيره أصبح واضح المعالم على الأبناء، فمنه يتشربون سلوكياتهم وأفعالهم اليومية، محاولين تقليد كل ما يصدر عنه دون وعي، والفئة العمرية التي تتأثر بتلك المواد الإعلامية الهابطة فلذات أكبادنا، وبالأخص من لم يبلغوا سن السادسة كون عقولهم في بداية نموها، وقابله للتشكيل بحسب الرغبات والأهداف المقصودة، وتخزن كل ما يرد إليها في العقل الباطن لتسترجع أحداثها فيما بعد، وأعادتها في واقع الحياة على نفسه، أو ممن حوله في نفس المرحلة، فينتج عن ذلك أضرار بالغه لا تحمد عقباها، فالطفل هو الغد القادم، وما يرسم هذا الغد هو نوعية التربية والتلقين التي نقدمها له عبر مصادر التعليم المختلفة، فتوفير حياة مثلى ذات أهداف إيجابية لأبناء الغد مسئولية جسيمة تقع على عاتق رجال اليوم، فالأجدر بنا أن نحدهم عن مشاهدة أفلام الخيال التي ترسم لهم واقع مخالف للحقيقة فينموا معهم حتى يغدوا تفكيرهم بعيداً عن أساسيات الحياة المطلوبة، وغني عن البيان الآثار المدمرة لهذه البرامج والأفلام والمسلسلات، يقول عالم النفس ستيفن – إذا كان السجن هو جامعة الجريمة فإن التلفاز هو المدرسة الإعدادية لانحراف الأحداث – ويقول البروفسور هربرت زيلج أستاذ علم النفس في جامعة بامرج – هناك خطر لتلويث البيئة نفسياً، لأننا مازلنا ندع أنفسنا وأطفالنا فريسة لفئة من الاستغلاليين تلحق بنا أضراراً نفسية بالغة بما تنتجه من أفلام العنف والإثارة والخيال – وفي دراسة أصدرت من قبل جامعة الإمارات العربية تناولت عدداً من البرامج الموجهة للأطفال تحوي قصصاً تاريخية وخيالية ومغامرات أكدت نتائجها أن هذه البرامج لا تخدم الطفل من الناحية التربوية الإسلامية، بل تحمل في ثناياها الهدم الحقيقي للقيم الإسلامية، ومن ذلك يتبين لنا بأنه لا بد من التعامل بحذر مع المادة الإعلامية التي يشاهدها الأبناء، وإيجاد بديل مناسب يصل بمضمونه لعقل الطفل، وتجعله لا يشعر بالغربة في مجتمع الحياة بدلاً عن تلك الأفلام الخيالية التي تعد أحد أكبر مصادر تلك الأضرار المتباينة لرسمها صورة لا واقعية لما يقوم بها أبطالها، وتعتبر بحد ذاتها قضية تربويه إعلامية ثقافية يتوجب الإهتمام بها لما لها من سلبيات عميقة المضمون تعود أضرارها على المجتمع مع مرور الأيام وإنقضاء الأعوام.
همسة: ما تزرعه اليوم، تحصد ثماره غداً.
ومن أصدق من الله قيلاً (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *