أسوياء النية وخبثاء الطوية

• علي محمد الحسون

علي محمد الحسون

الناس أجناس، وأشكال، وألوان، فهم متباينون في المظهر والمخبر، متقاطعون في العادات، متسامحون وحاقدون، أخيار وأشرار، عقلاء ومجانين، أسوياء النية وخبثاء الطوية.
هناك منهم من يزعجه سوء الأخلاق ويجد في نفسه مقتاً لهذا السلوك، وهناك من يشجعون على سوء الأخلاق بل ويجدون فيها متعهم، هناك من يجد راحته في سلق الآخرين بلسانه \”المبرود\” كما ذيل \”فأر\” في كل مناسبة وفي غير مناسبة، ولتكتمل حلقة سوء نفسيته تراه عندما يجمعه بمن سبق وان سلقه \”بلسانه\” جامع فهو يسمعه من عذب الكلام، ومن شهد الوصال ما لا يقوله محب لحبيبه، فهو الصديق الوفي الذي لا أحد قبله ولا أحد بعده، فتراه هاشاً باشاً فما أن تعطيه ظهرك حتى ينقلب إلى وحش كاسر يلعق من \”ماعون\” نتنة ما يزكم الأنوف، وهذا النوع من البشر ينطبق عليه ذلك المثل الشعبي المعبر والجميل \”في القفا سلاية وفي الوجه مرايا\”.وهذا مهما حاولت أن تشعل أصابعك العشرة لتضيء له الطريق فما ينفك حتى يحاول عض تلك الأصابع.
على أن هناك أناساً على عكس هذا النوع، أناس عندما تراهم تشعر بأن \”أهلك لم يربوك\” لارتفاع أخلاقهم وسمو طبائعهم وعفة لسانهم ولقدرتهم على أن يعطوك من نفوسهم ما لا يقدر بثمن، هؤلاء رغم كثرتهم إلا أنهم لا يكادون يبينون في لجة طوفان الآخرين فهم الممسكون برفعة الإنسان الذابون عن دروب الخير كل الأشواك، الماكثون على صواري النور والجمال فيهم تسير الحياة وتصفو لياليها، ويدوم عطرها وترقص مباهجها.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *