[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]

هكذا يأتي القدر دون مقدمات ليحتسب الصابرون على قدر صبرهم في احتساب الأجر والثواب من عند الله في مصابهم إيمانا واحتسابا يختبر عباده أيهم أكثر صبرا على الابتلاء ليكون الأجر على قدر البلاء وبقدر مشاركتي لأخي وصديقي الأستاذ حميد محمد الجحدلي نائب القنصل السعودي في كراتشي سابقا في مصابه الجلل بوفاة ابنته الدكتورة أسماء \” ابنة القدر \” التي لم يمض على حصولها على درجة الدكتوراه شهرا واحدا فكم جاهدت بطموحها وحرصها أن تسجل انجازها العلمي في التغذية وعلوم الأطعمة تخصص تغذية تطبيقية من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ومع يقيننا بقضاء الله وقدره إلاّ أن الفاجعة كبيرة والمصاب جلل فكم كنت سعيدا في كل لقاء يجمعني بوالدها الذي شاركها طموحها فكان لها السند بعد الله تشجيعا وتحفيزا في مواصلة دراستها العليا وعندما أقول أنها \” ابنة القدر \” فقد كانت في مستوى الطموح والتحدي في آن واحد متجاوزة كل الصعوبات في بحثها الميداني وهي تلتقي بالمرضى في عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة إضافة إلي ارتباطاتها العملية كمعيدة في الكلية التي تعمل بها وفي سبيل انجاز علمي ينعكس بصورة ايجابية على رعاية المرضى ومتابعتهم حتى مراحل متقدمة من الشفاء إلى جانب الثقافة التوعوية والتوصيات التي اشتملت عليها رسالتها الأكاديمية ولكنه القدر لم يمهلها هذه المرة فبعد كل الجهود التي بُذلت من قبلها بمساعدة المعنيين بالجامعة حققت الهدف الذي كانت تنشده على أمل مواصلة مشوارها في البحث العلمي بدعوات والديها وأشقائها وكل من عرفها من أفراد أسرتها وزميلاتها في العمل لتحتبس الكلمات وتنطلق الدعوات وهي تودع الجميع في موكب يحفه الحزن والأسى على فراقها الأليم مودعة الحياة الدنيا لدار البقاء وهي في غمرة أفراحها وزهوة انتصارها في كسب التحدي ليس ضد أحد بطيبتها ولكنه تحد مع ذاتها لتحقق مااستطاعت أن تحققه بكفاحها ومثابرتها وفي تصوري أن رسالتها لنيل شهادة الدكتوراه تستحق أن تطبع وتأخذ مكانها في المكتبة الجامعية بغرض الاستفادة منها متى ماتمت الموافقة على ذلك من قبل اللجنة العلمية المتخصصة أما والدها ووالدتها وأشقاؤها وأعمامها وكافة أفراد أسرتها فدعائي لهم بمزيد من الاحتساب وأن ندعو الله لها بجنات النعيم وهي تودع الجميع في غرة شهر العتق من النار اللهم أسكنها فسيح جناتك واجعلها تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلاّ ظلك ولا باقي إلاّ وجهك.
رثاء: شعر السيد محمد حسن فقي:
و ما أنا بالذي أشكو اكتوائي
و لا أنا بالذي أنعي ابتلائي
لقد فوّضت أمري منذ أمسي
و مذ يومي إلى رب السماء

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *