د. هند باغفار

للاحتفال بيوم الأم تاريخ طويل ومشبع بمشاعر الولاء والوفاء بين شعوب الأرض ربما بدأت هذه الأسطورة منذ آلاف السنين بشعب فريجيا بآسيا وكانوا يقومون بتكريم الأمهات سنويا ويعتبر هذا أول أشكال الاحتفال بيوم الأم في العالم.
تلاهم اليونانيون القدامى بتكريم الأم ضمن احتفالات الربيع. والرومانيون كانت لهم مناسبة للأم في 15 مارس .
في العصور الوسطى لم يكن يسمح للأطفال العاملين بأخذ أجازة إلا في يوم الأحد لرؤية أمهاتهم فسمي بذلك ( أحد الأمهات) وبدخول المستعمر لأمريكا ألغي هذا الاحتفال عام 1872.
عاد الاحتفال بيوم الأم بواسطة الكاتبة جوليا وارد هاوي وهي كاتبة ترنيمة مشهورة رغم عدم انتشار الفكرة بشكل واسع.
تعتبر آنا جارفيس المؤسسة الحقيقية ليوم الأم في أمريكا وقد ولدت مع نهاية الحرب الأهلية وكانت والدتها آن ميري ريفرز جارفيس عام 1905م تعتقد أن شخص ما سوف يأتي في يوم لينادي بتكريم الأمهات حتى يعم الحب والسلام وتنتهي الكراهية والحرب من البلاد وتكرم الأمهات اللذين عانوا من ويلات الحرب بفقد أبنائهم وبعد وفاة أمها أقسمت أن تبرها بتحقيق أمنيتها بتخصيص يوم لتكريم كل أم وقد قرر مجلس النواب الأمريكي وأعلن الرئيس ويلسن اعتماد إقامة تاريخ حفل يوم الأم من كل عام رسميا في جميع أنحاء البلاد ومن العادات السائدة إهداء زهرة القرنفل البيضاء للأم المتوفية والحمراء للأمهات الأحياء .وفي الهند يتحتفلون بتكريم الأم في 10.
كذلك طرح مصطفى وعلي أمين في عمودهما فكرة بجريدة الأخبار المصرية يقترحان تخصيص يوم ليكون خاصا بتذكير الناس بفضل الأمهات ورد الجميل لهم وقد تقرر بعدها تحديد يوم 21 مارس مناسبة لتكريم الأم.
تختلف التواريخ والعادات في العالم من دولة لأخرى ولها قصص لضيق المساحة نعطي أمثلة في السويد يطلق عليه اجازة العائلة وتباع الزهور البلاستيكية الصغيرة ويستعان بالأموال لتحسين أوضاع الأمهات المحتاجات.
في أثيوبيا يحدد اليوم بحسب نهاية موسم المطر ويأتي البنات والبنين حاملين مكونات اللحم الذي تعده الأمهات يشاركهم رجال القبيلة وأبطالها ويستمر الوضع لمدة يومين أو ثلاثة.
في فرنسا في شهر مايو تلتف الأسرة بكامل أفرادها لتناول العشاء وتقطيع كيكة خاصة احتفاء بالأم ،وفي أمريكا الجنوبية في 10مايو أيضا تعتبر المناسبة أكبر مهرجان لتبادل بطاقات المعايدة .أما في يوغسلافيا فيحتفى بيوم الأم والطفل حيث تربط الأمهات بحبل ولا يطلق الأبناء سراحها إلا إذا أعطتهم الحلوى وبالتالي تربط الأم أبنائها ولا تطلقهم حتى يعدوها بالطاعة والولاء.
وللموضوع قائمة طويلة ولكن يظل أرقها وأعظمها في تاريخ البشرية ما أمرنا به الإسلام من بر الوالدين ولنتأمل هذا التصوير البلاغي الرهيب في الآية المشرفة.قال تعالى ( وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا).
ربي أرحم موتانا ووالدينا واجعل مقامهم في جنات النعيم المقيم ..واحفظ الأحياء منهم ومتعهم بالصحة والعافية.
وردة:
حدري..
البارحة بت في هجراس
حتى لهاني عن الطاعة
والله لولا كلام الناس
لا أحقق القول لو ساعة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *