أسطوانة المجتمع المشروخة مازالت !!

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]نايفة محسن الشيباني[/COLOR][/ALIGN]

تعاني المرأة في مجتمعنا الكثير من الضغوط النفسية التي يسببها لها الزوج والعائلة والمحيطون بها والمجتمع لما يتعلق خصوصاً بقضية الانجاب وتحديداً انجاب الولد !
رغم التطور العلمي والثقافي الذي نشهده إلا أن تلك القضية مازالت تشغل الكثير من العائلات وخصوصا المرأة لما تواجهه من المجتمع من ترهات وأبجديات تلقى على مسامعها وكأن تلك الفتيات الجميلات اللاتي انجبتهم لا يعنون ذرية وكأن الذكر هو الشخص الوحيد القادر على ربط كيان الاسرة ولم الشمل ورسم الابتسامة على محيا الزوج ونيل شهادة رضا المجتمع عن تلك المرأة المكلومة !
فتجد هذا المجتمع يكرس جيوشه النفسية ليحارب تلك المرأة بشتى الطرق فنجد المحيطين بها يسألون هل لديها ابناء فتقول نعم لدي ابنتان فيردون قائلين الله بيرزقك !
والفتيات اليسوا نعمة وزينة الحياة الدنيا ؟
عن أنس ـ رضي الله عنه قال ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه ( رواه مسلم.
أي فضل وضعه حبيبنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه لفضل من عال جاريتين .
ناهيك عن حشد الحديث ليلقى بمسامع الزوج لإصدار اذن مجتمعي بالزواج من اخرى ويليها أخرى وأخرى حتى يأتي ذلك الولد !
عائلات تعيش دون اطفال وتتمنى ان ترزق بطفل واحد أياً كان نوعه،وعائلات تتجه لتتبنى طفلاً وتحسن إليه وتسعد به، وعائلات رزقها المولى ولا ترى ان ذلك نعمة تستحق الشكر.
أعلم أن الكثير سيتعجبون من ذلك الحديث ويقولون لا ليس صحيحاً فنحن نحب بناتنا !
نعم تحبونهن بوجود إخوه ،ونعم تحبونهن ولكن غيركم من يتجهم وجهه إلى الان حينما يعلم ان ما تحمله زوجته هو انثى !
هل سألتم انفسكم يوماً عن الاثر النفسي لهذا الأمر على الزوجة !
1- زيارات متتالية للعيادات النفسية.
2- البحث بالطب البديل والشعبي عن اعشاب ربما تفيد في انجاب الذكر .
3- البحث لدى المشعوذين عما يساعدهن لإنجاب ذكر .
4- كثرة الادوية التي تساعد على منع الاكتئاب .
5- انشغال عن رعاية اطفالها بشكل سليم .
6- احساسها بأنها شخص غير مرغوب به لدى الزوج وعائلته .
7- احساسها بالخطر المحدق بها وتوقع زوجه بديلة بأي وقت .
8- احساسها بضياع كيان هذا المنزل وتفرق عائلتها في حال اتجاه الزوج لأخرى .
ورغم ان الدراسات العلمية اثبتت ان المحدد الرئيس لجنس المولود هو الزوج إلا اننا مازلنا لا نلتفت لهذه الدراسة ونأخذ ما عداها من دراسات ! ويجول بالأفق تساؤلات
لماذا نلقي على الزوجات مالا طاقة لهن به ؟
لماذا لا نحاسب الزوج ونمارس عليه ما يمارسه المجتمع على الزوجة؟!!
لماذا نشغلهن ونؤرق منامهن ونكبل ارواحهن بقضايا لا يملكن حلاً أو ربطاً بها ؟
أليس من اعطى الذكر اعطى الانثى ؟!
كثير من العائلات لا يعولها ولا يهتم بها سوى تلك الفتيات لالاتي رفضهن المجتمع متجهماً بوجهه عابسا لولادتهن .
اين ذلك الولد من تلك الاسر اين ذلك الولد الذي حارب المجتمع بوسائله النفسية تلك الام لتنجبه وكأن الامر مناط بها وبيدها !
همسة ..
الصلاح هو ما نطمح اليه والذرية جميلة سواء ذكراً او انثى فلنحمد الرب على ما اتانا من زينة الحياة الدنيا ولنطلب لهم الهداية في زمن اصبحت وسائل الانجراف في التهلكة كثيرة ومتوفرة وان لا نضغط على تلك الزوجات ولتتذكر ياآدم انت المسئول الاول عن جنس المولود وليس هي فلتحاول قدر المستطاع ان تجنبها ما يتفوه به تلك العائلات المحيطة بكم ولتسعد بها وبعائلتك التي منحها الله لك .
ولتتذكر ايها المجتمع ان هناك من يتمنى طفلاً ايا كان نوعه، ولتعِ ايتها الزوجة ان لا ناقة لك ولا جمل بهذا الامر فارمي بكامل حديثهم وراء ظهرك ولا تصيخي اذنيك لهم . ولتعلمي ان زوجك لو اراد الزواج سيتزوج حتى لو انجبت له قبيلة من الذكور ،فاستمتعي بما اعطاك الرب ولا تضيعي سنوات عمرك بترهات لا طائل من ورائها .
دمتم بخير ,,

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *