أسباب فشل العلاقة بين المرأة والرجل ومقومات النجاح

نيفين عباس

الصدق والثقة المتبادلة سمة من سمات العلاقات القوية الناجحة ولكن هناك بعض الرجال والنساء يجهلون ما هى الضوابط الأساسية لإنجاح علاقتهم ، ومن الغريب أن الطرفين لا يفقهون أين تقع المشكلة ويبدأ كل طرف فى إلقاء الإتهامات على الأخر دون الإحساس بحجم المشكلة الحقيقية أو حتى الإعتراف بالخطأ ، التكبر فى العلاقات هو ما يفسدها سريعاً فلم أجد حتى الأن أو أقابل أحد متصالح مع نفسه ويدرك جيداً أنه مخطئ ويعترف بالحقيقة ، فهناك ثقافة منتشرة بين مجتماعتنا العربية نعانى منها أشد معاناة وهى ثقافة المرأة والرجل وهنا نتحدث عن أن الرجل صاحب كبرياء ، له من الحقوق كلها ، يتمتع بالحرية المُطلقة ، المرأة بالنسبة له مخلوق ناقص ، والمرأة نشأت فى المجتمع على أفكار أنها خُلقت من ضلع الرجل أى إنها لا تصلح لتحمل مسؤوليات دون وجود الرجل جوارها فهو من يكملها لا ثقافتها أو مكانتها الإجتماعية ! ومهما تدرجت فى المناصب لا نستطيع إنكار أن المرأة تعانى من الإضطهاد ، حتى وإن وصلت من المناصب أقصاها لا تستسلم من النظرة الذكورية التى تحط من شأنها حتى وإن لم يجهر أحد بذلك فى العلن أمامها يبقى داخله تلك الأفكار العقيمة التى نشأ عليها ، نسبة مُفجعة من العلاقات الفاشلة بين الرجل والمرأة والتى سريعاً ما تنتهى قبل أن تبدأ حتى !! من بين تلك الأسباب ولعله قد يكون السبب الرئيسى لفشل العلاقات هو الإفتقار للصدق والصراحة فكل فتاة نشأت من الصغر على حلم إرتدائها الفستان الأبيض مهما كلفها الأمر فتسعى جاهدة لتنال رضاء الرجل عليها عن طريق تقمص شخصية غير شخصيتها والتظاهر بصفات لا تمت لشخصيتها الأساسية بأى صفة ، كل ذلك العناء فقط من أجل أن تقع بالرجل الذى لطالما نشأت منذ نعومة أظافرها على حُلم الزواج منه كما فعلت والدتها وجدتها الخ …

وهنا الرجل يجد نفسه بعد الزواج مضطر للتعامل مع شخص أخر وهى الشخصية الحقيقية للفتاة مما يجعل تلك العلاقة سريعاً ما تفشل وتصل إلى طريق مسدود وتكون أمام خيارين لا ثالث لهم إما الطلاق الذى قد يصل إلى أروقة المحاكم أو القبول بالأمر الواقع والعيش مع شخصيتين غير متكافئتين فى أى شيئ ، على الجانب الأخر هناك مذنب أيضاً ، فالرجل الشرقى بطبعه الأنانية وهذا ليس ذنباً يتحمله هو وحده بل يتحمله المجتمع أجمع ، فالرجل يتربى على أنه أفضل من المرأة فى كل شيئ ، ولا مانع من أن يكون متعدد العلاقات ، خائن ، لا يتحمل مسؤولية منزل وأسرة ، فهو بالنهاية رجل !! وما يحزننى أن الرجل الشرقى يسعىّ جاهداً قدر الإمكان لتحسين صورته أمام المرأة فقط من أجل الزواج منها وفور حصوله على الموافقة وإتمام تلك الزيجة الفاشلة يبدأ فى العودة لسابق عهده ، فنجد أنفسنا أمام أمرين ، إمرأة مخادعة من البداية ورجل خائن ذهب بعيداً ينشد عن المرأة التى أحبها فى البداية ولم يجدها بعد الزواج

مقومات الزواج أهمها الصدق والوضوح والصراحة ، فإن إستطاع الرجل أو المرأة تجميل أنفسهم لفترة من الوقت لن يصمدوا كثيراً أمام الأمر وسريعاً ما سيعود كل طرف لطبيعته ، لذلك من الهام جداً والضرورى أن يتحلىّ كل طرف بالصراحة والوضوح مع نفسه قبل الطرف الأخر فالتصالح مع النفس هو ما يشعر الإنسان بقيمة الأخرين لديه لذلك لن يكون مستهتر بالمشاعر أو خائن أو مخادع كما هو سائد بين الكثيرين ، ويجب أن يعىّ الطرفين أن الخداع فى الشخصيات وتجميلها سيعود بالضرر عليهم أنفسهم قبل أى أحد فهم وحدهم سيدفعون ثمن ذلك باهظاً ، الصراحة والتعامل على السجّية والممارسة الطبيعية للسلوكيات هى التى ستكسب الطرفين الحب الحقيقى وضمان إستمرار تلك العلاقة طويلاً ، المشاعر الطبيعية هى التى تكسب الطرفين الثقة والحب المتبادل وتجعلهم ينعمون بعلاقة يكسوها الأحترام المتبادل والطيبة والوفاء

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *