[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد ابراهيم الحربي[/COLOR][/ALIGN]

منذ ظهور كارثة جدة بدأت سبحة الفساد تكر حباتها مما يؤكد ان هناك ازمة حقيقية واللجنة التي شكلت بأمر الملك حفظه الله للتحقيق فيما حدث وتقصي أسبابه وبعض المؤشرات التي ظهرت تؤكد ذلك أيضا.. وألسنة الناس التي تتناقل الأرقام الفلكية لبعض المشاريع والتي تنتقل من مقاول لآخر من الباطن الى ان تصل الى المنفذ الاخير والذي سيربح هو ايضا كل ذلك يعبر عن الواقع المزري. الموظف الكحيان الذي دخل الوظيفة من الباب الضيق ثم نما وترعرع وخرج من الوظيفة بعد حين من الدهر تنقلاته البرية والبحرية والجوية بعد ان كان بالكاد يجد أجرة التاكسي ليصل الى مقر عمله ثم فجأة – بلاش فجأة هذي – لأنه لابد له من وقت يحصل فيه على الثقة التي مكنته من الوصول الى ما وصل اليه يؤكد ذلك أيضا.
المقاول الصغير الذي بدأ من حيث لا يمكنه البدء من حيث الامكانات ومن حيث عدم سماح الانظمة بالعمل في مثل هذه الدهاليز ثم علا شأنه من حيث لا يحتسب واصبح يشار اليه بالبنان وكثيرون من هذه الانواع ترعرعت ونما ريشها بطريقة او بأخرى واصبح من لا يعرف الكلام متحدثا في الفضاء وبالقلم وعبر الاثير تشد لسماه الاذان وتفغر الأفواه حين تراه وقد أصبح زيداً من الناس بد أن كان يضربه عمرو. الموظف الذي دخل الوظيفة متأخرا عن بقية الموظفين ويجد من يكيف له الانظمة للترقي بسرعة الصاروخ ليصبح في وقت قصير رئيساً لرؤسائه والموظف الذي لا يحمل مؤهلا البتة ثم تجده فجأة وقد أصبح رئيساً للمنظمة التي كان يتمنى العمل بها. كل ذلك حدث ويحدث عندنا والشواهد على ذلك كثيرة جدا مما يؤكد أن هناك فسادا ماليا واداريا بحاجة لحلول جذرية حقيقية والحلول ليست صعبة ولا مستحيلة اذا توفرت العزيمة لحلها والعزيمة هنا ليس في اتخاذ القرار بل في القدرة على التنفيذ.
[email protected]
مستشار مالي وإداري

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *