عبدالعزيز أحمد حلا

لا نبالغ إن قلنا أن المدينة غرقت في مراحل نمو وتطوير عديدة فالمدينة القديمة التي كانت تحاط بسور يتحكم في الداخل إليها والخارج منها .. شرقا لا تتعدى سور البقيع والسبع ملفات وغربا دون جبل سلع وما يحاذى زقاق الطيار وجنوبا الأحياء والأزقة القريبة من الحرم تجاه مسجد قباء وشمالا أزقة باب المجيدي والسيح والسحيمي وغيره ومع أن جل تلك البيوت والأزقة قد نشأت دون مسطرة وفرجار أو مثلثات ومربعات إلا أن الذوق السليم كان يتخللها ولا ندعو إلى التخلف المعماري بقدر ماهو حنين للماضي وإشادة بأن الأخطاء في ذاك التاريخ هو اجتهاد المصيب ومن اجتهاد الماضي جاء الحاضر كما نرى وأيضا لانريد أن نقع في أخطاء الألفاظ بأن تخلفنا في حاضرنا كان سببه تقاعس الأوائل لا وألف لا فالنقاش لا يمس هذا بأي حال من الأحوال لاعتبارات كثيرة منها أن أجدادنا تركوا لنا تراثا غطاه هذا المثل الرائع : على قدر أهل العزم تأت العزائم .
لا يستطيع أحد أن ينفي وجود خفافيش العقارات في أي زمن كان ماضيا أو حاضرا وسواء كان ذلك على المستوى الرسمي أو الاهلي أو المتعلم وغير المتعلم فهي مهنة وتدريب وتعليم نقلها جيل إلى آخر والخطأ ليس في استمرارها بل في بقاءها دون تهذيب أو تعديل.
نعود إلى المدينة المنورة والعود أحمد لندرس حالة العقار من شواهدها المألوفة لنكتشف خطأ كبيرا لايزال جاسم على صدرها نحن قلنا سابقا عن المعمار القديم ولا نريد التكرار فيه وأن كان مختصرا لأبعد الحدود حتى لا تتمدد القضية ولا نصل إلى المراد فالأوضاع الحالية هي التي تلح علينا وهي الأولى بالمساس من العرقوب وليت من نخاطب يكون معنا ولدينا الاستعداد في نقاشه في اي طرح يهم مصلحة هذه المدينة المقدسة علما بأننا ندرك تماما أن ولاة الأمر جزاهم الله خيرا يبذلون كل مافي وسعهم في المدينة المنورة وفي كل شبر من بلادنا الحبيبة لتكون دولتنا المعطاءة من أرقى الدول في العالم وهذا العطاء السخي في الموازين العامة والخاصة اكبر دليل على مانقول ومن باب التذكير ننتقل إلى باب المواجهة لنرى صدق خلو عقارات المدينة المنورة من أبطال النمو والازدهار الذاتي واخص الذاتي هنا لأني اطرح العام من الخاص وافهموها كما تشاؤون وحتما سيستقيم الأمر لديكم إذا تم كشف الحقيقة من أرض الواقع . نعم هناك فساد طال كل المتعلقات المعمارية التنظيم والبيع والشراء حتى المنتزهات حتى الشوارع إلى ما هنالك .
ومن العيب أن نذكر القول على عواهنه دون الدليل ويعلم الله أن هذا الدليل قد تضرر منه كثير من الناس وانأ واحد منهم واليكم التفاصيل بإيجاز قبل ثلاثة شهور تقريبا جاء عمال شركة من الشركات التي تتعامل معها شركة الكهرباء وقاموا بعملية الحفر الطولي لمسافة مائة متر طولي تقريبا لغرض توسيع جهد الاستهلاك عند احد المنازل وقاموا أيضا بعملية الحفر والتمديد في زمن قياسي للغاية مقداره يوم واحد فقط ثم تركوا الحفر دون تكملة لمدة أكثر من شهرين وهناك ممرات للسيارات عبر الخط الرئيسي قاموا بتغطيتها بصفائح الحديد وكلما مرت سيارة من هذا الممر أحدثت صوتا مزعجا قد يوقظ النائم من اعز نومه وأما بالنسبة للمرضى فكنت أخشى من دعائهم على شركة الكهرباء التي كلفت هذه الشركة المريضة لتتلاعب بأعمالها وهي في سبات عميق وقس على هذا المشهد الفسادي مشاهد أخرى لاتعد ولا تحصى يضيق الزمان والمكان لذكرها رائحتها تفوح ليس من شركة الكهرباء بل تخص كل إدارة تتعلق بالجمهور مباشرة .
ومن بطون هذا الفساد نتغلغل إلى الأبطال لنعالج البطولة فيهم حتى تنقلب إلى الإيجاب من السلب وأول بند في العلاج العقاب الصارم ولا اقصد العقاب الرسمي فقط بل عقاب المجتمع لهذه الخليات السلبية التي تأخذ ولا تعطى وتلك الاضر منها التي تأخذ بدون وجه حق وأما العقاب الرسمي فمعلوم مراميه وأما العقاب الشعبي فالمقاطعة اكبر المنذرين لها بالهلاك حتى تعود إلى رشدها .
المدينة المنورة : ص.ب 2949
Madenah-monawara.com

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *