[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بن أحمد الشدي[/COLOR][/ALIGN]

كلما تقدمت مسيرة الانسان على سطح هذا الكوكب كلما زادت حيرته وقلقه وخوفه من المستقبل.
وهذه الظاهرة اصبحت في هذا القرن مرعبة الى حد الوجوم والنظرة المتشائمة والاحباط أحياناً.
هذا كلام ليس فرضية شخصية ولا نظرية جديدة وانما تقرير جمعي اتفق على تأييده عدد كبير من الباحثين في ميادين الفلسفة والتاريخ والسلوك والاخلاق وعلوم البيئة فمنذ الحرب العالمية الاولى حتى الآن والبحوث والدراسات تتناول هذا الموضوع وهو الخوف من المستقبل ليس على مستوى الفرد بل على مستوى المجموعات الانسانية التي تعيش في شتى بقاع الارض.
ومن احدث الكتب التي صدرت في امريكا كتاب مستقبل الانسان وهذا الكتاب كان محور ندوة علمية اذاعية حيث اعتبره المشاركون من الجهد والتعاون لتفادي كارثة فناء الجنس البشري سواء من جراء اشتعال فتيل الاسلحة النووية او من جراء تلوث البيئة او من جراء الامراض والاوبئة التي لم يستطع الطب السيطرة عليها حتى الآن وفي مقدمتها مرض الايدز.
وأجمل تعليق سمعته من احد العلماء المشاركين بالندوة هو ان الانسان اشبه ما يكون بالطفل الصغير الذي يحطم لعبته ثم يبكي عليها فقد قارن هذا العالم بين الانسان البدائي في العصور السحيقة وبين الانسان المتحضر الذي يعيش في هذا القرن وخرج بنتيجة ان الانسان البدائي بدأ رعبه وخوفه عندما حاول تذليل صعوبات الحياة بوسائله الضعيفة في حين الآن الانسان المتحضر اصبح اسير الخوف مما تصنعه يداه وكان المفروض فيه انه يجعل الحياة اكثر هدوءا وجمالاً وسلاماً.
وقال ذلك العالم: ان الانسان الحديث هو الذي اخترع الاسلحة المدمرة وتفنن في تطويرها بحيث اصبحت القنبلة الذرية الواحدة تقتل مئات الآلاف من البشر في لحظات وهو الذي صنع الفقر نتيجة احتكار الموارد في اجزاء معينة وحرمان اجزاء اخرى منها حتى اصبحنا نرى في هذا الزمن انتشارا مخيفا للمجاعات كالذي يحدث في القارة الافريقية وهو الذي كان سببا في ظهور امراض غريبة فتاكة مستعصية على العلاج وتساءل العالم في النهاية عن سر بكاء الانسان وخوفه من المستقبل وهو الذي صنع كل ما يخيفه، لكن الخوف من المستقبل يتلاشى اذا تصرف الانسان بعقل وحكمة وضمير حي.
واجمل عبارة شدتني الى حديث هذا العالم هي قوله: اننا اي سكان هذه المعمورة نركب في سفينة واحدة ولا ينبغي ان نسمح لأحد بأن يخرقها لاننا في النهاية سنغرق جميعاً.
انني ادعو اخواني في دول الخليج العربية من المواطنين ومن وسائل الاعلام للاهتمام بهذه الجوانب المهمة للحياة الهانئة وان يسلطوا الضوء على كل مفيد للانسان على هذا الكوكب لأن ذلك كفيل بتوعية افراد المجتمع وتزويدهم بكثير من المعلومات القيمة عما يتهدد العالم من اخطار من جراء الحروب والتلوث والانحراف فالمعرفة هي المفتاح الذهبي لتقويم النفس وتهذيب السلوك والتخلص من الخوف والقلق في كل مجتمع من المجتمعات الانسانية.لكن قبل النهاية لابد ان نذكر ان هذا الاستهلاك الانساني لما تنتجه الطبيعة بأمر ربها وبهذه الصورة المريعة سوف يصبح وبالاً على الانسان نفسه، فعليه ان يحذر ذلك وان يعيد النظر فيما يفعله على هذا الكوكب والا فسوف يضطر الى البحث عن كوكب آخر.
سبحان الله، ما اصغر هذا الانسان وما اكبر واكثر مطالبه.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *