أدباء الظل وثقافة الأثرياء

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد العزيز أحمد حلا[/COLOR][/ALIGN]

هناك أدباء تظللهم هالة كبيرة من السواد رغم أن إمكاناتهم الفنية والأدبية عالية جدا وترى العجب فى أمر هؤلاء لأن من دونهم فى القدرة الإبداعية يتفوقون عليهم بمراحل كبيره وعندما نفسر هذه الظاهرة التى اخترقت وبعنف المجال الثقافي قاطبة نجد أن بعض الأثرياء هم السبب الرئيسي إما لجهلهم بهذا الطريق الذى لا يوائمهم أو أن البعض منهم يتطلع إلى الوجاهة والشهرة على حساب المبدعين الحقيقيين ولا يحدث هذا إلا فى غياب الرقابة الثقافية الرسمية أو تساهلها وانحيازها لهذه الطبقة المتسلطة بمالها على مجالات الثقافة وقديما قيل إن المال إذا اشترى الأخلاق فقل على الأمة السلام ومن هنا نتلمس الأسباب الحقيقية فى غياب الإبداع الثقافي والإبداع الفني وإذا قارنا هذا بذاك الماضي ووجدنا البون الشاسع أدركنا الخطأ كم هو كبير وخطير فى ذات الحال والأغرب من هذا أننا نرى دوما ولادة أديب أو فنان من صناعتهم يجر المهازل على أهل ألكار وهم يقومون بهذا حتى لا ينكشفوا ولا ضير إن تضرر المجتمع بكامله المهم يحققون غاياتهم والأغرب من هذا أيضا تمايل الإعلام معهم والكل يغنى على ليلاه..
إن تكاثر أدباء الظل فى اي مجتمع يعنى هذا أن المجتمع غارق فى جهله،وإذا فصلنا الشرح لمن يريد عن هذه الفئة المقهورة من مجتمع غلبت عليه المحسوبية تبرز لنا معادلة تحكم القضية من أصولها خاصة إذا افترضنا جهل السواسية ولو كان اللب فيهم مدرك تلك الأخطار لما سمح للدينار أو العشاء الفاخر أن يتسلل إليه ويسلبه فؤاده.
قلنا في حديث سابق إن اختفاء الاختراعات والإبداعات الفنية بمختلف اتجاهاتها وعلى رأسها أبوها المسرح قد سبب تصدعا عميقا فى سائر المجتمعات التى تدين بهذا السلوك وقلنا أيضا أن البقاء على هذا المنوال سيكلف صناع القرار المداومة إلى مالا نهاية فى عمليات الإصلاح كقربة الماء المخروقه وهذا ماجعل غيرنا يطلق علينا بالمجتمع المفلس والسبب أقوله لآخر قطرة هو إهمال الرقابة الثقافية الرسمية انا لا ادعى أن الرقابة لا توجد ولكن وجودها كعدمه من حيث التنفيذ المطلق لعدة اعتبارات ذكرنا بعضها سالفا كما لا أقارب فى هذه المطالبة بين الماضي وماتم انجازه حاليا فى هذه الساحة لأن الخجل يحدوني بمجرد النبش فيه لذا أرجو عدم اللوم إن أعلنتها صريحة بإيقاف كل من يريد التسلق على ظهر الثقافة العربية بماله كي يضعفها ويتقوى من قوتها التى تعتمد به أولا وأخيرا على سواعد أبنائها الحقيقيين .
إن تلازم المال مع الثقافة شيء مهم لكن الخطر يكمن فى تلك القنوات التى يتدفق المال منها بقوة كي يغرقها بلا رقيب أو نظام يسمح لها أن تتنفس الصعداء وتشق طريقها فى جدول يحميها من طغيان المال بل نريد من هذا المال أن تكون يده الممدودة لها قوية ضد شوائبها والجميل فى هذا السلوك أن نرى المنتديات الثقافية تبحث عن المبدعين لذاتهم لا لصفاتهم لأن الذات لايتغير ولكن الصفات قد تكون مصطنعة وما أود أن أصل إليه هو سد الثغرات بالأكفاء فالكفء عندما تكون ذاته قوية حتما نجد صفاته أقوى وان إغفالنا لهذا المبدأ جعل ساحاتنا الثقافية لاتزال تئن بالأقدام الغريبة وبعد ما كنا نتذوق العمل الفني أصبحنا نلفظه الآن بدون تردد.أعود إلى العمل الرقابي المنظم واقبل بما دون الواجبات لأن وضعنا لايسمح بالاشتراطات لنتجاهل رويدا الرسميات فى العمل الرقابي ونطلب ممن يسلك هذا الطريق من رؤوس الأموال الذين تصدروا هذه المهمة بغض النظر عن الحيثيات أن يتقوا الله فى من يختارونه للبروز الثقافي على رؤوس الأشهاد وان يتقوا الله أيضا فى دينهم وفى وطنهم وفى أمتهم فالسيل الجارف الذى نراه حاليا قد تعدى الحدود بأميال كثيرة وحان لكم أن تتراجعوا فأعطوا القوس باريها وليكن دوركم ثانوي وداعم وابشروا بالأجر العظيم من الواحد الديان إن كنتم للأجر طالبين .
المدينة المنورة : ص.ب: 2949

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *