يعتقد البعض أن شراءهم تذكرة الطيران تعني أنهم امتلكوا الطائرة وما فيها، وأنه يحق لهم التصرف كيف ما شاءوا باعتبار أنهم دفعوا مبلغا وبالتأكيد أنه ليس زهيداً للركوب على الطائرة.
الطائرة مكان عام ومفتوح وينتقل الصوت فيه بسرعة البرق،كما أن وجود الناس متقاربين يولد نوعا من التوتر والضيق ويكون المسافر في أسوأ حالاته فالكل يتنفس نفس الهواء والمكان مخنوق والممرات ضيقة ودورات المياه صغيرة وتعج الطائرة بالروائح خاصة وقت تقديم الوجبات مما يولد ضغطا أكبر على المسافر فيشعر بالانزعاج ويتمنى وصول الطائرة بأسرع وقت ممكن.
ويشرف على الرحلات مضيفون ومضيفات من مختلف الجنسيات الأجنبية والعربية والبعض منهم يستقبلون المسافرين بابتسامة عريضة ويتحملون طلبات المسافرين المزعجة أحياناً بصدر رحب والبعض الاخر تلاحظ تجهم وجوههم منذ اللحظة الأولى فتشعر أنك في صف دراسي معلمه أو معلمته شديدة وتحمل في يدها عصاة ستضربك بها لو تسببت بأي إزعاج لها أو أكثرت من طلباتك!!!
مشاهد كلنا نعيشها في الطائرة ونتعايش معها ولكن أصعب ما قد يمر عليك وجود ركاب لا يهتمون بمن حولهم ويعتقدون أن الطائرة مخصصة لهم وحدهم فتسمع قصصهم غصباً عنك وتتعالى ضحكاتهم بشكل هستيري ومستمر منذ اللحظة الأولى التي تصعد فيها للطائرة وإلى اللحظة التي تنزل فيها لأرض المطار، هل يعقل أن لا يكف البعض عن الكلام لمدة دقيقة!!!
هل يعقل أن يضحك البعض بصوت عال متجاهلين كل من حولهم من نساء ورجال كبار في السن وشباب وأجانب!!! ألم يفكروا للحظة أنه قد يكون أحد الركاب حولهم يعاني من صداع أو مرض ما أو موقف محزن أو بحاجة إلى هدوء وراحة أثناء الرحلة!!!
ألم يشعروا للحظة بأنهم يتسببون بإزعاج عام في مكان عام وبالرغم من كل التنهيدات من الناس حولهم وكلمات الاستياء من تصرفاتهم إلا أنهم لم يتوقفوا عن إزعاجهم المتعمد لبقية الركاب!!!
مثل هذه المواقف تتكرر في الكثير من الرحلات حيث لا يهتم البعض لظروف من حولهم ولا يترددون في سرد قصصهم والتي قد تكون شخصية وبصوت عال كما لا تخجلهم نظرات الغضب من المسافرين معهم ولا شكواهم للمضيفين الذين بدورهم يلفتون نظرهم لإزعاجهم بحرج وهم لا حياة لمن تنادي!!!
مراعاة الآخرين والتحدث بأدب وبصوت منخفض من فنون الإتيكيت التي للأسف يجهلها البعض واحترام المكان أحد أهم الأمور التي يجب اتباعها من قبل الناس مهما كان هذا المكان سواء طائرة أو قاعة انتظار أو مجمع تجاري أو حتى البيت فمن يحترم نفسه في بيته بالتأكيد يحترم الآخرين في كل مكان ويراعي عدم إزعاجهم أو التسبب بأذى لهم حتى لو كان دافعا لمبلغ من المال فالجميع مثله دفعوا مبالغ وبحاجة إلى هدوء وراحة فهم لم يدفعوا ليتضايقوا أو ليتم إزعاجهم من قبل الآخرين غير المبالين بالناس حولهم.
– إذا أردت أن يحترمك الآخرون فبادر باحترام خصوصياتهم حتى لا يتعدوا على خصوصياتك!!!
– أسوأ ما قد يحدث أن يأخذ الناس انطباعا سيئا عنك فهو يمس شخصك وتربية عائلتك لك!!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *