[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]حسين عبد الله المالكي[/COLOR][/ALIGN]

\”لا أدري\” كيف اخترت هذا العنوان لهذا النص وربما لن افهم معناه إلا بعد تمريره في عقلي مرة واثنتين وربما ثلاثة واكثر لكني على قناعة بأن هناك أخطاء صحيحة لايدركها الواحد منا إلا بعد وقت .. في عرف \”معين\” قد تكون هذه القناعة ثرثرة قلم وقد تكون خارج ذلك العرف يقينا ناتجا عن رؤية عميقة إلا أنها في المنتهى قناعة مستقرة داخل العقل ترتوي على تسليم وايمان واعتقاد . حتى لا اطيل في هلهلة هذه \”الثرثرة القلمية\” الواقفة تحت سقف \”ربما وقد\”.
فالإنسان هو الذي يأتي بالاخطاء ، بمعنى هو الفاعل والمقترف والمرتكب وليس الاخطاء هي الدافعة ألن يفعلها او يقترفها او يرتكبها وهنا يحضر سؤال : هل يعتبر الفعل اقترافا او ارتكابا ؟ واذا هو كذلك ، فهل يصنف على انه جريمة تقتضي عقوبة؟ أيضا أعود إلى \”لا أدري\” وفي الوقت نفسه استبعد الـ ( لا ) النافية وتحت مسؤوليتي وفي تقديري – اقصد قناعتي – ان هناك اخطاء \”نفعلها\” بمحض الارادة عن نية وقصد ولامنبه سوى ضمير حي مستيقظ يحث على فعلها كونها اخطاء صحيحة بكل المقاييس بالرغم من أن الخطأ خطأ ولاجدل حو حقيقته . تلاوة اللاءات .. \” الموزونة\” بما تشتمل عليه من نفي ونهي وتحذير واعتراض ورفض اصبحت امراً يشار إليه \”بالتقويس\” وشيئا يلاقي بالكثير من جيوش الاستغراب حتى يخال وكأنه حدث طارف فريد بنوعه وشكله وخبرهه ما يوحي بأن تلاوة هكذا لاءات بما تحتويه وتشتمل عليه من ما سبق ويوازيه خطأ قد يرقى لمستوى الفادح احيانا.. في نظام واقع اليوم بينما هو في حقيقته خطأ ليس فادحاً بل خطأ صحيح يستحق التقدير ..
قيم عديدة وكثيرة تواجه طوفانا بشريا يوشك على طمس مساراتها ومسحها من علي وجه الخارطة كونها اخطاء او اصبحت كذلك العدل ، الصدق ، الكفاءة، الأمانة ، الغيرة – بكل صورها – احترام العقل والفكر والنظر والانسان .. الخ ، مفردات قيمة ومعطيات ثمينة الا ان \”اقترافها\” يعد في هذه الآونة ضربا من ضروب المحافظة وهذا خطأ طبعا! والحقيقة أني في مثل هذه \”الحالة\” اتحد مع الخطأ والتصق به واشعر بقوة العشق لهذا المعشوق لدرجة تحولنا من رقة عاشقين الى غلظة محاربين لذلك الطوفان .. في النهاية أود التذكير بأن الخطأ الذي قصدته ثمرة حلوة ، فلنخطئ دوما وبالله التوفيق..

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *