أحوال الكورة خليها مستورة

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم مصطفى شلبي[/COLOR][/ALIGN]

لافرق بين الكورة والبندورة فكلامهما ينعتها الناس بالمجنونة ولكن جنون الكورة من النوع المحمود والمحبب إلى نفوس البعض فهو جنون من نوع آخر ويعتبر الجمهور الإنجليزي والإيرلندي من أشد الجماهير تعصباً في العالم يليه جماهير أمريكا اللاتينية والتي تكثر فيها المراهنات الرياضية وخراب البيوت كما أن الجمهور الياباني من أرقى الجماهير الرياضية في العالم فهو بحق الجمهور المثالي ولقد شاهدنا ذلك في المباريات الأخيرة التي خاضها نادي الاتحاد مع الأندية اليابانية فهو جمهور يشجع اللعبة الحلوة ويستمتع بمشاهدة المباريات كما تستمتع الجماهير المنافسة بالطريقة التي يعبر بها الجمهور الياباني في تشجيعه لمنتخبه ولأنديته المفضلة عن فرحته بالفوز .
ومما يؤسف له الأحداث التي صاحبت لقاء الأشقاء في مصر والجزائر من قبل بعض المتحمسين من الشباب في مبارتي الذهاب والإياب والتي للأسف الشديد أذكته بعض القنوات التجارية الخاصة وصورت اللقاء وكأنه معركة حياة أو موت كما أن بعض مقدمي برامج الرياضة وبعض المحللين الرياضيين ليسوا عند مستوى الحدث ولم يبلغوا درجة الوعي والإدراك ووزن الأمور بميزانها الصحيح فألهبوا حماس الجماهير بتعبئتهم نفسيا وشحنهم بمفاهيم خاطئة حتى وصلت الأمور إلى ماوصلت إليه من الشحناء والبغضاء واعتداء بعض الأطراف على الأخرى والعكس في تلك المبارتين.
والشئ المؤسف هو تدخل بعض القنوات المعادية للعرب واصطيادها في الماء العكر لحاجة في نفس يعقوب لتظهر للرأي العام العالمي ماتدعي أنه هشاشة العلاقات الأخوية العربية وهناك قنوات خاصة لاتفهم مهنية وأسس العمل الإعلامي المسؤول رغبة في الإثارة وشد الأنظار إليها وترويج إعلاناتها ذات العائد المادي العالي لكل هذا فهي تعمل على مبدأ (مين يكش التراب أولا) وقنوات أخرى مشابهة تعمل على مبدأ الفرعة الشامية وهذه مصطلحات يفهمها أولاد الحارة ممن هم من نفس جيلنا وللتوضيح أكثر فإن مبدأ مين يكش التراب أولا هو أن يأتي بعض الأشخاص ممن يهوون الحرش بين الطرفين فيأتي بكومة تراب ويضعها في كفه الأيمن ويقول للطرفين مين يكش التراب أولا فيقوم أحد الطرفين بخط كفه من أسفل فينهال التراب على وجه الطرف الآخر وتبدأ المعركة وتسيل الدماء
أما الفرعة الشامية فتعني أن يتشابك الخصمان ويأتي من يفض بينما الاشتباك بأن يمسك بأحد الطرفين وهو يضمر له الشر ليجعل الطرف الآخر ينهال عليه ضربا وركلاً فهو لايضمر له الخير لأنه مصلح مزيف وماكر وهذا للأسف ماتتخده بعض القنوات التجارية الخاصة غير المسؤولة في زمن أصبح فيه الفضاء مفتوحاً كغربال لايمكنه حجب ضوء الشمس. وإنني أناشد مجالس وزراء الإعلام العرب ووزراء الرياضة والشباب والجامعة العربية والاختصاصيين في علم النفس والاجتماع دراسة أمثال هذه الحالة والعمل على اتخاذ القرارات المناسبة لعلاجها لعدم تكرارها مستقبلا وذلك بزيادة اللقاءات الكروية بين الأشقاء في جميع الدول العربية ودمج اللاعبين في منتخبات مختلطة في مباريات ودورات ودية وعلى مدار العام كما كان يحدث سابقا كمباريات بين منتخب الأفارقة العرب ضد منتخب الآسيويين العرب ومباريات مختلط منتخبي الجزائر ومصر ضد منتخب تونس والخليج على سبيل المثال ومايترتب على ذلك من تقارب وصداقات بين كل الأطراف العربية وهذا الإجراء لوتم فإنه سيمتص الشحن النفسي والشد العصبي ولن تتكرر أحداث مماثلة كالتي نشاهدها الآن.
وقفة :
بلاد العرب أوطاني
من الشام لبغداد
ومن نجد إلى يمن
إلى مصر فتطوان

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *