\" أحوال الرياض \".. و\"جوازات \"مطارها

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الرحمن بن محمد الأنصاري[/COLOR][/ALIGN]

في عاصمة بلادنا الحبيبة الرياض, مؤسستان جديرتان بالاحترام والتقدير بكل ما تحمله الكلمة من معنى, لا لشيء سواء أنّ أبناء الوطن الغالي الذين يديرونهما,استشعروا المسؤولية, وقرروا الارتقاء بالخدمات المقدمة إلى الناس بما لا عهد بمثله..
أولى هاتين المؤسستين : إدارة الأحوال المدينة, فمنذ وقت طويل لم أزرها لعدم وجود ما يستدعي زيارتها, وفي آخر زيارتي لها قبل عامين كانت الفوضى ضاربة أطنابها في كل ركن من أركان هذه الإدارة, وكان الناس يتزاحمون تزاحماً غير منطقي على شبابيك الموظفين, وقد خرجتُ يومئذ باقتناع تام مفاده, تخلّف إدارة الأحوال المدنية هذه عن مواكبة نهضة المملكة وتقدمها في شتى المجالات… وقبل أيام اضطرني ظرف تجديد بطاقة الهوية الوطنية إلى مراجعة إدارة الأحوال المدنية بالرياض, فوجدتُ تبدلاً وتطوراً مذهلين في الرقي بخدامات هذا الجهاز وكفاءة العاملين فيه بما لو حدثني به أحدٌ لما صدّقته, لاستبعادي سرعة وصول الجهاز إلى مثل هذا المستوى من الرقي بمثل هذه السرعة.. ولكنّ استغرابي هذا لم يدم طويلاً, حين أُبلغتُ بالعناية الفائقة التي يوليها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية لهذا الجهاز, كسائر عناية سموه ببقية الأجهزة والقطاعات الأخرى التابعة لوزارة الداخلية.
أما الإجراءات التي وجدتها في إدارة الأحوال المدنية بالرياض والتي اختَصَرتْ الزمن من أيام وأسابيع لإنهاء الإجراءات, إلى خمس عشرة دقيقة, فتبدأ بأخذك موعد المراجعة الذي يناسبك عبر الإنترنت, وبعد مجيئك في الموعد المحدد, تُعطى رقماً, لن تلبث إلا يسيراً فإذا هو يظهر لك على الشاشة مع رقم الكونتر الذي ينتظرك فيه موظف قمة في التهذيب, وفي دقائق معدودة تجد الإجراءات قد انتهت, فإن كان الأمر يتعلق ببطاقة السّجل العائلي , فإنها تُسلّم لك على الفور, وأما إن كان يتعلق ببطاقة الهوية الوطنية, فستنتظر اتصالاً يأتيك عن طريق هاتفك الجوال خلال ساعات معدودة, ليُحدد لك مكان تسلم بطاقة الهوية تلك.إن الأجراءات لم تأخذ مني أكثر من 15 دقيقة , أليس ذلك انجازاً مذهلاً قياساً بما كان عليه الحال في السابق؟
أما الجهاز الآخر الذي استحق مني ومن غيري الإشادة والتّقدير, فإدارة جوازات مطار الملك خالد الدولي بالرياض, فخلال سفرياتي المتتابعة مؤخراً داخلياً وخارجياً, لفت نظري هذا الرقي في المعاملة من قبل منسوبي جوازات المطار,الماثل في السرعة الفائقة في إنهاء إجراءات المسافرين والقادمين.. ولا أزال أتذكر أني كنتُ فيما مضى كلما سافرتُ إلى أي من البلدان المتقدمة, ورأيتُ رأي العين المعاملة الراقية التي يُعامل بها موظفو المطارات المسافرين, راودتني الأماني والأحلام بأن أرى مثل ذلك واقعاً في بلادي.. وأنا اليوم مبتهج غاية الابتهاج بهذا الرقي الذي يلمسه الجميع من المسؤولين عن الجوازات في مطار الملك خالد بالرياض, وقد راودتني الرغبة في الوقوف عن كثب على هذه النُّقلة النوعية في سرّ هذا الرقي المفاجئ في مواكبة جوازات المطار لنهضة المملكة وتقدمها, وعلمتُ بعد تقصٍّ أنّ السرّ في ذلك إنما يكمن في ( الجَوْكَر ) .. وقبل تسليط الضوء على الجوكر هذا, أُذكّر بأنّ الجوكر هو ورقة من أوراق اللعب مرسوم عليها فارسٌ يُقال له الجوكر, ومن وُجدت لديه هذه الورقة فإنه يستطيع أن يلعب بها عوضاً عن أية ورقة أخرى من أوراق اللعب فهي \”حلاّلة المشكلات\”… أمّا جوكرنا هنا, فهو شابّ من أبناء هذا الوطن المعطاء, امتلأ قلبه حباً وإخلاصاً لبلاده وقيادته الرشيدة, فلم يُوضع خلال مسيرته العملية, على ثغرة إلاّ وأبدع في إدارتها وتفعيل العمل فيها بما أكسبه ثقة رؤسائه و محبة مرؤوسيه معاً,وقرن ذلك بنكران الذات والبعد عن الأضواء , إنه العقيد خالد بن عبد الله المقبل مدير إدارة جوازات مطار الملك خالد الدولي, وقلّ من يسكن الرياض ولم يلمس الجهود المشرفة لجهاز الدوريات الأمنية الذي كان يرأسه قبل تكليفه بإدارة جوازات مطار الملك خالد الدولي, وفي حديث عابر لي مع سيادته, رغبتُ إليه أن يضعني في صورة الكيفية التي توصلت بها إدارته إلى هذا الإنجاز المفخرة في وقت قياسي, فأجاب إجابة مقتضبة , وهي أنّ الفضل في ذلك إنما يعود أولاً لله عز وجل ثم الدولة الرشيدة التي لم تُقصّر في أي جانب من جوانب العطاء, التي تعود بالخير على الوطن والمواطن, ونوّه بالدعم غير المحدود الذي يلقاه من رؤسائه, وهو أمر ـ كما قال ـ من أهم الحوافز تفتح مغاليق الأبواب أمام كلّ من يريد خدمة دينه ومليكه ووطنه.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *