أحن إليك يا وطني بيني وبينك معبر لا أستطيع تجاوزه
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سمر رباح[/COLOR][/ALIGN]
أن تطأ قدمي الخط الفاصل بين عالمين لا أستطيع أن أمد يدي إليك لألمس أرضا محتلة لا تلمس أو أزرع ياسمينة تعانق شرفات منزلنا وتقهر الأسلاك الشائكة أحن إلى الزغاريد والرقص إلى قصص الأجداد اليوم والأمس إلى ذكريات تسكن ذاكرة الوطن أكره شريط الأخبار الذي يختصرك يحمل نبأ سحق زنبقة بيضاء أو قامة شامخة أو طفل كان يركض نحو رغيف خبز كان بينه وبينه مساحة من الجوع والبرد وتموت أمنيته بداخله وحينما استفاق وجد نفسه مبتور اليدين والقدمين والحلم أكره البنادق الجديدة المعبأة برصاص موجه نحو أجساد غضة تحمل وطني بداخلها تحتضنه بذراعيها كي لا تمتد إليه يد تنتزعه أكره أولئك الخشب المسندة الذين يقفون ليحرسوا وطننا… منا
نحن وطن الزيتون والزعتر والتاريخ الذي يملأ رئتي مآذن القدس وكنائس بيت لحم والبلدة القديمة وعيون الكبار وابتسامات الصغار وأمنيات عروس بثوب زفاف أبيض فوق عشب أخضر لا فوق بقايا الرصاص وشظايا القذائف وحقول الألغام لا ينهش ذيل ثوبها سلك شائك ولا يقتص حلمها قناص اتخذ له مكانا وزرع عينه داخل رشاشه ليفكر أيسلط الرصاصة على القلب ويقتل الحب والفرحة؟ أم في الرأس ليطلق نافورة دماء تروي الأرض وتفرق الجمع وتبدل الزغاريد نواحًا؟
أكره أن يلغوا ذاكرتي أن يجتثوا حلم العودة من داخلي ويضعوا ذاكرة جديدة يقررون ما سيلغمونها به من كذب المفاوضات وملفات اللاجئين والقدس أرق اسرائيل ورعبهم من ترديدنا القدس لنا يخافون من لنا التي تقض مضاجعهم فيسرعون بنحت مستوطنة جديدة في قلب القدس ليكبلوها.
أحن وأتلفت حولي لا أجدني غادرت المكان ولكن روحي غادرت سافرت مني إليك رغما عنهم زارت المنازل وطافت الشوارع وقبلت ثراك وعادت محملة بصور وأصوات وضحكات ورائحة الوطن وطعمه مزروع في حواسي رغم الحصار والدمار والتعنت لاجئة هكذا وصموني وتلذذ الصهاينة بهذه الكلمة التي حفرت في تاريخهم هم عنا لاجئون مشتتون كالنجوم في السماء لا تعرف معنى الاقتراب من بعضها البعض لكن من على الأرض يرونها.
اقتلعونا أجسادا من الوطن كالزيتون والليمون والمنازل غرسوا في لحمنا وذاكرتنا مستوطنات واهية
وحلموا بأن يستبدلونا بهم
حمقى بكيت كثيرا وأنا أفتش عن القضية أين هي الآن ومن أكون أنا لا أعرف إلا تواريخ مفاوضات معتقلات مستوطنات وماذا بعد؟
أشعر وكأنهم سرقوك يا وطني وغرسوك في لحم كوكب آخر بعيد جدا لا تصله السفن الفضائية يخافون من عودتنا ولا يخافون من جثامين شهدائنا لأنهم (موتى) أغبياء.
ماعرفوا أن قوافل شهدائنا ستمر فوق جماجمهم ستدكهم ستعلقهم كهاروت وماروت في مداخل العواصم وشبابيك المنازل رددي يافيروز
ردني إلى بلادي
يارب ردني إلى بلادي
احملني فوق وسائد من الغيم إلى هناك
لأستيقظ على وطن خال من الحمقى
مكتنز بنا.
التصنيف: