[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد أحمد عسيري[/COLOR][/ALIGN]

لم يعد بوسع جيل بأكمله أن يحلم بمنزل العمر الذي باتت جدرانه وأعمدته تتلاشى بعد أن طالته كوابيس الطامعين من هوامير التراب الذي تجاوز ثمنه قدرتنا وقيمتنا.
والمحزن أن كل الحلول التي تظهر على استحياء توأد في المهد، وكأن هناك من يخطط لبقاء الحال على ما هو عليه.. مع العلم أننا ننعم بمساحات شاسعة لو استغلت بذمة وأمانة لسكن كل مواطن لا يملك منزلاً بيسر وسهولة. نسبة السعوديين الذين لا يمتلكون سكناً تزداد يوماً بعد يوم وهذا الأمر غريب لا يصدقه عاقل بينما المخططات العقارية تزداد هي الأخرى وهذا التناقض عجل بظهور الأحياء العشوائية التي تلد بين الحين والآخر من رحم الفساد والطمع والتلاعب بلقمة المواطن البسيط.
سؤال أود طرحه بحسن نية وأرجو أن أجد له إجابة مقنعة لي وللكثير من جيل الأوهام والأحلام المؤجلة.. كيف تمنح هذه المخططات لتظهر بين عشية وضحاها، وبين عشية وضحاها تصبح واقعاً ملموساً تباع بأغلى الأثمان، والمواطن الكادح ينتظر منحة في أقصى الشرق والغرب ولا يحصل عليها إلا بعد رحيل ربيع العمر وخريفه.. ليأتي ورثته ويكملوا مسيرة الانتظار للحصول على قرض عقاري وإن حصلوا عليه فإن الشروط المترتبة على ذلك شروط تعجيزية برغم أن القرض في هذا الزمن لا يكفي لإنشاء القواعد والبركة في أهل الحديد؟؟
نحن نثق أن هناك دراسات وخططاً يجري العمل بها واستراتيجيات ستفعل عاجلاً أم آجلاً.. ولكن هل ينتظر العمر؟ وإن قلنا للزمان ارجع يا زمان.. فهل سيرجع؟. نحن نحلم بمنزل نقضي فيه ما تبقى من العمر لا جدران نموت بداخلها!
قدرنا أن الواقع يظل مكبلاً بسلاسل البيروقراطية، فالمسؤول ينفي وجود المشكلة من الأساس لأنها تظل من وجهة نظره مجرد كلام صحافة.. والمشكلة الحقيقية تكمن في الأزمة الاقتصادية العالمية التي ألقت بظلالها حتى على أحلامنا البسيطة التي ما زلنا متشبثين بها ونصارع من أجلها.
أحلام ببلاش لا تكلفنا سوى إطلاق العنان لفكر يريد التحرر من همومه وأزماته ليعود محملاً بأصناف الأحلام التي تسكنك ما دمت تتنفس وبعدها تتحول لأحلام مع وقف التنفيذ.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *