[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي حسن السعدني[/COLOR][/ALIGN]

ربما يوجد هناك الكثير من الأشياء في هذه الحياة تجعلنا سعداء ولكننا لم نجربها كلها أو أننا بحثنا عنها ولم نجدها أو قد وصل بنا الملل الى درجة من الأكتفاء بالواقع, بالرغم من أن هناك جرعات من السعادة نستطيع تناولها كل يوم إذا طلبنا من الخالق عز وجل أن يمدنا بمشاعر وأحاسيس تكفي للإحساس مثلا بصباح هادئ يبدأ بشرب فنجان من القهوة الساخنة مع سماع صوت حنون كصوت فيروز واستنشاق هواء بلادنا العربية التي لم يكتشف أهميتها الغرب بعد أو أن تشعر بدفئ تلك اللحظة التي تقضيها في الشتاء وتستمع بأصوات طقطقة الكستناء وهي تشوى على المدفئة, أو تلك الساعات التي تقضيها برفقة اصدقاء تحبهم تشاهدون فيلما أو تتسكعون في شوارع مدينة جميلة أو يوم عيد تجتمع فيه العائلة على مائدة شهية, أو لحظة تحمل فيها بين يديك طفلا رضيعا… وغيرها من جرعات السعادة التي يمكنك تناولها فقط حين ينعم الله عليك بالإحساس. ولكن هناك ثمة سعادة تأتي جرعة واحدة إما أن تجعلك تعيشها للأبد أو أن تسرقها منك قسوة الأيام, جرعة الحب هذا الذي قد نقضي سنين من عمرنا نبحث عنه وما أن يأتي حتى يحملنا الى تلك الأحلام الوردية ويجلب لنا المشاعر التي تجلب معها كل السعادة التي ذكرتها سابقا حتى تصبح الحياة أكثر جمالاً ولا يعود فيها ما هو ممل. وقد يمن الله عليك بنعمة كبيرة فيدوم الحب وتدوم الأحاسيس الرقيقة وقد لا تدوم لظرف ما من ظروف الحياة القاسية تتألم قليلا ثم يتحول كل شيء الى ذكريات سعيدة عشتها ذات يوم, ولكن ماذا إن بحثت عن الحب طويلا ولم يأت ولم تجربه يوما ولم تعش تلك السعادة ولم تتحول الى ذكرى ايضا؟ من أين ستمد نفسك بالمشاعر؟, في بداية عملية البحث سيكون عندك جزءاً من الأحاسيس وما أن تطول مدة البحث حتى تبدأ المشاعر بالتلاشي وما أن تيأس من ايجاد الحب حتى تفقد كل المشاعر ولم يعد لديك مايشعرك بالسعادة؟ فمن أين ستأتي بالسعادة؟ وبعد كل هذا تخيل حياتك بلا أحاسيس!.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *