[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] خالد الوحيمد[/COLOR][/ALIGN]

بلادنا كثيرة المساجد يُكاد المرء لا يمشي خطوتين إلا ويجد مسجداً أو جامعًا، وجميعها تم تشييدها على نفقة رجال أعمال، والسباق في هذا الأمر ملحوظ من أسمائها، وهذا العمل له الثواب والخير، لكن هناك أعمالاً غائبة ولا يسعى أصحاب المليارات في تأسيسها أو المساهمة فيها، سّوى لأنها سوف تكلفهم أرقاماً خيالية.
المستشفيات أحد أهم دور رعاية الإنسان صحياً والاهتمام به وعلاجه وما أكثر مستشفياتنا الحكومية تعج بكثرة زائريها ومواعيدها البعيدة. أما الأهلية فشعارها المادة أولاً قبل العلاج. نحن هنا لا نضع اللوم على المنشآت الحكومية مثل مستشفيات الحرس الوطني فهي تُعالج منسوبيها وغير منسوبيها، مما سبب لها ضغطاً في المواعيد والانتظار لشهور.
أغنياؤنا والسباق للوصول أعلى درجة من الثراء الفاحش، حيث نسمع عن شخصيات كثيرة في بلادنا يحتلون المرتبة الأولى من أثرياء العرب وجاري السباق لأعلى مستوى بالعالم، ولم نسمع أحداً منهم خطط لبناء مستشفى خيري يفي بمتطلبات البسطاء من الناس، حيثُ زاد عدد السكان والمعضلة تُكبر شيئاً فشيئاً، والأمراض تُهب على المراكز الطبية الأهلية وأسعارها دائماً في ازدياد ولا رحمةً ولا مغفرةً في تخفيض أسعارها بشيء بسيط، والغريب لا رقابة من وزارة الصحة بصحة كفاءات أطبائها ولا إجراء في توحيد أسعارها، ناهيك عن أسعار الأدوية فحدث ولا حرج .
الغريب في الأمر أن هناك رجال أعمال في كثير من البلدان ساهموا في بناء مستشفيات خيرية، مما أسهم في قلة الضغط على المستشفيات الحكومية، بالرغم من كثرة سكانها، ناهيك عن الأعمال الخيّرة الأخرى التي تسد حاجة المحتاج.
نحن لا نسعى كما سعت الأنظمة الشيوعية بتفكيك أموال أصحاب رؤوس الأموال لخلق توازن طبقي بين أفراد المجتمع، برغم هذا المبدأ جيد جداً، لكن صعب تطبيقه لكون الاختلاف البشري في السلوك وارد بطبيعة الإنسان، ناهيك عن الطمع والجشع والاحتيال.
إنما نحبذ لحل جذري لهذا الأمر ودراسة شاملة لبناء مستشفى خيري ضخم في كل منطقة من مناطق المملكة، تشرف عليه وزارة الصحة، وإعداد ميزانية سنوية عالية تحت مظلة وزارة المالية، حيث سيكون العمل فيه تعاوناً بين القطاع العام والقطاع الخاص بشكل أكبر، والأهم جذب الكوادر الوطنية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *