أتنهد بسكينه فى عنف العاصفة

نيفين عباس

فى الأوقات التى نجد الأرض كلها وطن، البشر عشيرة، تضج داخلنا مشاعر متناقضة بين قبول الواقع الذى فُرض علينا بإسم الظروف والأقدار، وبين الذهاب بعيداً للأحلام التى لطالما حلمنا بها ولم تتحق يوم مهما سعينا لها، وهو ما يفسر حالة الوحدة التى نشعر بها حتى وإن كان يحيط بنا الجميع، فلا أحد يستطيع الوصول للحقيقة التى بداخلنا مهما تحدثنا بها، فلا يوجد شخص سيقول الحقيقة بشكلٍ كامل، وهو ليس كنوع من أنواع التكبر أو العزله، بل لأننا لم نجد من لا يفهمنا خاصة وأننا أصبحنا فى زمن لا يستطيع أحد تمييز الصديق من العدو

قلوب البشر تحيا بالأوجاع والمحبة، فلا يوجد شخص ناجح فى حياته إلا وكان الحب يحيطه من كل جانب، وعلى النقيض لا يوجد شخص فى عزلة وفقدان ثقة عن العالم إلا ووجدنا خلفه صدمات وأوجاع وجروح نفسية ألمت وعصفت بقلبه حتى تجرع من الألم ما لم يقدر أحد على تحمله

نقف داخل عنف العواصف صامتين تماماً، نتنهد بسكينه وكأننا فى حالة من التبلد الغير مُفسر، كمن يقف فى موقف رثاء على نفسه لأنه يصغى للأخرين فى الوقت الذى يحتاج به إلى أن يصغى لنفسه ويسمع ما بداخلها

ورسالة اليوم لكل من يعانى من تلك الحالة التى تصيب قلوبنا جميعاً بدون إستثناء.. لا تلتفت لأحد.. فى كل الأحوال لن يصمت الأخرين عنك.. ما الجدوى من إجبار النفس على ما لا يرضيها إرضاءاً لمن حولها.. لماذا نرضخ حتى ولو كان الأمر على حساب أنفسنا.. تذكر.. اليوم الذى مضى لن يعود من جديد.. حالة الإستسلام التى نعيشها بسبب القيل والقال والصورة التى رسمها الأخرين لنا ستميت مشاعرنا وكلماتنا يوماً ما إذا لم نحاربها

قال الإمام الشافعى رحمه الله (رضا الناس غاية لا تدرك، فعليك بما يصلحك فالزمه فإنه لا سبيل إلى رضاهم).

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *