أب الألياف البصرية والزهايمر

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]يوسف اليوسف [/COLOR][/ALIGN]

ما الذي يمكن أن يُقعد الناس عن مواصلة السعي للتعلم وإسعاد البشرية ؟!.. فقد قامت الحياة واستقامت بالعلم وأهله .. فالجهل لا يصنع بل يهدم ولا يرفع .. والحياة مليئة بأمثلة عديدة لكلا الفريقين .. لكن نظرة عابرة على ما حولنا ترى أنه ما قد تحقق سببه ما سخره الله تعالى للبشرية من علم .. العلم الذي صاحبه العمل .. ومن عجبي لشدة ما قرأت عن حرص بعض العلماء إنجاز وتحقيق ومواصلة الاكتشافات العلمية للبشرية ، أحببت أن أقف مع القارئ العزيز على وضع رجل برغم أنه يعاني من مرض الزهايمر وأعراضه الصعبة (تآكل في خلايا المخ مع صعوبة الكلام) حمانا الله وإياكم ولا يزال تحت العلاج بكاليفورنيا ، إلا أنه حقق إنجازاً جعله يلقب (بأب الألياف البصرية ) ونال جائزة نوبل العالمية في الفيزياء مناصفة ..
فلم يقعد ذلك المرض عالم الفيزياء (تشارلز كوين كاو) البالغ من العمر 75 عاما عن مواصلة البحث العلمي والفوز بجائزة نوبل مناصفة نظير انجازاته الضخمة التي تحققت في نقل الضوء في ألياف للاتصالات البصرية. حيث فاز بالجائزة عن بحثه الذي أدى إلى التقدم الكبير في مجال الألياف البصرية والتوصل لكيفية نقل الضوء لمسافات طويلة عبر ألياف بصرية زجاجية.. في حين تقاسم النصف الآخر للجائزة العالمان(ويلارد بويل) الذي يحمل الجنسيتين الكندية والأمريكية،وجورج سميث وهو أمريكي الجنسية النصف الآخر من الجائزة ، بعد نجاح اختراع أول تكنولوجيا تصوير ناجحة باستخدام مجس رقمي الأمر الذي يعتبر ثورة في مجال التصوير ،لأنه أمكن عن طريقه التقاط الضوء إلكترونياً بدلاً من التقاطه على فيلم .
لقد أعلنت لجنة الجائزة أن الانجازين اللذين منحا لأجلهما الجائزة ساعدا في تشكيل أسس المجتمعات الشبكية التي نعرفها في يومنا هذا . حيث عملت الألياف الزجاجية منخفضة اللمعان على تسهيل الاتصالات العالمية عريضة النطاق مثل الانترنت. بما ساعد على نقل النصوص والموسيقى والصور والفيديو حول العالم في جزء من الثانية. هذا فضلاً إلى التطور الذي حدث في مجالات كبيرة شديدة التنوع مثل العمليات الجراحية المجهرية ورحلات واستكشاف الفضاء.
لقد تذكرت بهذه الجائزة العالم الكبير الدكتور (أحمد زويل ) وكنت أتوقع فوزه بالجائزة للمرة الثانية .. نظرا لاكتشافه الأخير (الميكروسكوب رباعي الأبعاد) والذي يعتبر ثورة في علم (النانو).. حيث نجح في إدخال البُعد الرابع للزمن في صورة ميكروسكوب وتتبع مسار كل إلكترون على حدة ورصد التفاعلات والمسارات داخل الخلية .. إلى جانب عالِم تقنية النانو الشهير الدكتور مصطفى السيد .. وحقيقة أنه ما دامت البشرية ودامت اختراعات علمائها فإنه من الإنصاف علينا تجاههم منحهم في كل عام الجائزة تجديداً للعرفان والوفاء لهم،وتخليداً للعمل الذي بذلوه وتوقع المزيد منهم وممن يلحق بهم من العلماء. وبالله التوفيق

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *