أبى تزوج حبيبتى
اقتربت من عمر 27 ولدي وظيفة وظروفي المادية متوسطة الحال امي متوفية منذ 13 عام ولي شقيقه متزوجة اعيش بالمنزل مع ابي لانني حتي الان لم اقم بشراء منزل مستقل بي
تعرفت علي فتاة قابلتها باحد حفلات اعياد ميلاد اصدقائي وتقابلنا اكثر من مرة وتقربنا من بعضنا واحببتها كثيرا وكانت تبادلني نفس الحب لكن كان هناك بعض المشاكل بيننا تقع من وقت لاخر بسبب اختلاف الطباع بيننا لكن كانت يمكن ان تمر
طلبت مني التقدم لخطبتها والتحدث لاسرتها حتي لا تطيل فترة التعارف بيننا وبالفعل حددت لي موعد مع والدها وذهبت اليه تحدثت له عن جميع ظروفي فاخبرني انني يجب ان اقوم بتأمين منزل لابنته وبالفعل اتفقنا علي كل خطوات الزواج
اخبرني انني يجب ان اتقدم بشكل رسمي اي بمعني ان يحضر ابي معي انا قررت الذهاب المرة الاولي بمفردي حتي لا يتم رفضي واعرض والدي للاحراج
ذهبت له لاخبره فوافق واخبرني انه سيذهب معي لمنزل الفتاة ليخطبها لي…. ذهبنا فشاهدها ابي وجلست معه تحدثه كأب لها لم يتحدث ابي يومها في تفاصيل الزواج كثيرا وحاول قدر الامكان انهاء النقاش بالزواج وذهبنا لمنزلنا
وجدت اعتراض من والدي علي ذلك الزواج دون سبب وعندما حاولت معرفة السبب اخبرني ان اسرة الفتاة لم تعجبه ولا تليق بنا حاولت الدفاع عنها كثيرا فقام بتهديدي بطردي في الشارع اذا تمسكت بالزواج منها او تحدثت اليها مرة اخري وقاطعني ولم يتحدث معي لفترة
بعدها بحوالي شهر وجدت ابي يخبرني انه تزوج من الصدمة لم استطع تقبل الامر خاصة وانه لم يخبرني بذلك الامر ابدا من قبل وعاش طوال حياته يرعاني وشقيقتي دون ان يخبرنا عن رغبته في الزواج
رضيت بالامر الواقع لكن الصدمة كانت زوجته التي وجدتها حبيبتي التي رغبت في الزواج منها…… لقد تزوج ابي حبيبتي اصبحت حياتي جحيم من يومها لا استطيع العيش معها في نفس المنزل لا استطيع السيطرة علي قلبي وعقلي وانا اشاهدها بجوار ابي زوجة له
انا لا اعلم كيف ارتب كلماتي اشعر بغضب ممزوج برغبة في الانتقام حتي من ابي الذي خذلني خدعني وصدمني صدمة لن انساها طوال حياتي
ماذا افعل يا سيدتي حتي اتجنب غضبي وحزني العميق ولا اقوم بفعل اي امر اندم عليه فيما بعد
إلى صاحب هذه الرسالة أقول…
كلنا معرضون للصدمات وقد نصاب فى كثير من الأوقات بخيبة أمل ودهشة من حجم الصدمة ودرجة قرب صاحبها من قلوبنا، أقدر تماماً ما تشعر به خاصة وأنت تتحدث عن والدك، لمحت بين سطورك غضب شديد ولا ألومك عليه ولكن تذكر جيداً أن قلبك الذى خفق مرة ممكن أن يخفق مرة أخرى الحياة أمامك ما تزال مفتوحة وأنت بعمر الشباب
تلك الفتاة بالأساس لا تصلح زوجة لك أو لأبيك، لكننا الأن أصبحنا أمام أمر واقع وحبيبة تحولت فى لحظة لزوجة أب!
نصيحتى لك حاول سريعاً الخروج من الصدمة بأقل الخسائر الممكنة ولا تجعل إنعكاس الصدمة عليك يأتى بنتائج سلبية وضع الماضى فى مكانه الصحيح ولا تتأثر بما يحدث وإمضى فى طريقك بحثاً عن حب أعمق وأصدق من فتاة قبلت لقلبك بطعنة من أقرب الناس إليك
يجب عليك أن تقوم بشراء شقة خاصة بك والإنتقال لها حتى ولو أضطررت إلى إستئجار أحد الشقق، لأن جلوسك بنفس المنزل سيزيد من حجم المشكلة وقد تصل بالنهاية مع زوجة أبيك إلى طريق مسدود ونتيجة كارثية تهتز لها سبع سموات
أخرج من المنزل اليوم قبل الغد، مع مراعاة أن تتجنب زوجة أبيك تماماً وتقوم ببر والدك كما أمرنا الإسلام فلا يوجد خسارة أكبر من خسارة الإنسان لنفسه أو دينه ومخالفة تعاليم ديننا الحنيف لمجرد حزننا أو صدمتنا من إنسان أخر، كلنا بالنهاية عباد الله وقلوبنا يا عزيزى بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء
سيرزقك الله على صبرك وإحتسابك بفتاة أصلح وأنقى من تلك الفتاة التى لم تعد تصلح لك، إمضى فى حياتك وأخرج لمنزل أخر وتذكر كما أخبرتك السؤال عن والدك بشكل منتظم ومراعاته كما كرس حياته لمراعاتك أنت وشقيقتك
وتذكر أن الجنة خير وأبقى من متاع الدنيا الزائلة ونسأل الله الهداية والثبات..
قال الله تعالى: «وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى»
(جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسولَ اللهِ، من أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي؟ قال: أُمُّك، قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أُمُّك، قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أُمُّك، قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أبوك)
Email: [email protected]
التصنيف: