[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن آل فرحان[/COLOR][/ALIGN]

أبو فنيلة وسروال.. مصطلح تتلاقفه هذه الأيام بنات حواء في (الفيسبوك وتويتر والوتس أب) كناية عن الشاب السعودي الذي يظل في الفنيلة البيضاء والسروال الأبيض طوال الوقت داخل البيت في الصيف والشتاء.. في الليل النهار..في اليقظة والنوم ..في النشاط والخمول ولا يغير هذا الـ (استايل) إلا حينما يهم بالخروج من المنزل للعمل أو للمناسبات أو للتسوق ونحوه، وقد تطور هذا المصطلح لاحقاً ليشمل الأعزب والمتزوج والكهل على حد سواء ؛ لكن السؤال الذي يطرح نفسه أمام (بنت أبو فنيلة وسروال) بالذات.. لماذا الشاب السعودي دوناً عن بقية الشباب في العالم على هذا الحال ؟ الجواب بسيط جداً..فالسعودي إذا ما خامرته نفسه بالزواج.. عليه أن يدكّن من راتبه قبل أن (يتنيل على عينه) ويسويها مبلغاً لا يقل عن 200 ألف ريال للمهر.. ومثلها للسيارة.. وما لا يقل عن خمسين ألفاً لاحتفالات ليلة الدخلة..ومثلها لرحلة أيام العسل !! فضلاً عن إيجار البيت وتأثيثه..فمن أين يأتي بـ300 ريال ليشتري بها (بيجاما )منزلية عليها القيمة من بين تلك الالتزامات لتغنيه عن عيارة الفنيلة والسروال؟ .
أما في بيته بعد الزواج..فالهانم تدرك تماماً أن زوجها (أبو فنيلة وسروال) لا يملك من القرار ما يسمح له بتغيير ولو مزهرية..أو حتى زحزحة كنبة !! فقط يدفع الفلوس من دون لماذا..وكيف.. ولا. كل شيء تحت سقف بيته تحت تصرفها هي !! دولاب الملابس ليس له منه سوى (درفة) وباقي الدولاب وأدراج الكوميدينات والشيفونيرة والاستاندات فلها..تحشوها بكل شيء.. وبأي شيء، حتى التسريحة لا يحظى منها بشيء سوى من قارورة عطر صغيرة تكاد ترى بين كتائب العطور والكريمات وعلب المكياج الخاصة بها..ولا يملك حتى النظر في (المراية) إلا بما لا يتجاوز الخمس دقائق خلسة، حيث تكون فيه المدام منشغلة بأمور أخرى، وإن صادف واصطادته أمامها فسينفتح في وجهه آلاف الأبواب التي لا قبل له في سدها.. (أشوفك اليوم مكثر عطر..خير وش فيك متهنتك..وش عندك مركز في المراية؟..إلخ). ولو سألتها.. ما هي الالتزامات المالية الملحة على زوجك والتي يجب أن يراعيها عند استلام راتبه ؟ ستقول : بكل تأكيد.. التزاماته تجاهي أنا.. تجاه أناقتي..كريماتي..مستحضراتي..أصباغي.. سفرياتي.. شحن جوالي، وعدا ذلك فتراه من نافلة الالتزامات والكماليات التي يفترض ألا تعني شيئاً،أما هو فإن الراتب بالنسبة له مهما كانت ضخامته فمدرك أنه لن يتماسك حتى ينقضي الشهر..ويدرك أن عمره الافتراضي لن يتجاوز الثلث الأول منه..ورغم ذلك لا يتأسى على ما فاته منه.. وإن كان ثوبه هو ثوبه قبل عام.. وشماغه هي ذات الشماغ التي اشتراهها صدفة من أمام الجامع قبل أعوام !! كل ما يشغل باله هي تلك التسريحة.. يجب أن يتجدد ما عليها شهرياً. طبعاً..عدا قارورته فهي باقية بقاء الجبال.. في إهاب من العزة والوقار.. شامخة أبية لا تتغير ولا تتبدل ، فإن فرغ من التزاماته الكبرى تجاه التسريحة ودولاب شريكة العمر عاد للكماليات التافهة .. فاتورة الهاتف والكهرباء..فاتورة مدارس العيال.. فاتورة الماء والهواء.. عفواً فاتورة الهواء ليست من الكماليات..بل من الضروريات !! فسفر المدام وسياحتها وتنويع ما تشمه من الهواء من أوجب الواجبات وإن كانت قاصمة للظهور..مفرغة للجيوب. دعوكم من تفاهات الادخار للغد.. والادخار لشراء الأرض.. والادخار لبناء بيت العمر ..والادخار لنوائب الدهر..كلها لا تهم..المهم أن تنعم المدام براحة البال..لكن المصيبة أن تاليتها (أبو فنيلة وسروال).
Twitter: ad_alshihiri

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *