[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي خالد الغامدي[/COLOR][/ALIGN]

يطلق على نفسه (أبو المهمات الصعبة) ففور أن اتصل به رئيس التحرير من جدة يطلب منه معلومات عن وفاة الرئيس انطلق يهيم على وجهه في شوارع باريس يسأل: هل مات الرئيس؟…
بعد أقل من نصف ساعة (وكان رئيس التحرير قد أمهله نصف ساعة) كان هو على الهاتف من باريس يبلغ رئيس التحرير أن تحرياته الدبلوماسية الدقيقة، ومصادره الموثوقة أكدت له – بما لا يدع مجالاً للشك – أن الرئيس يحتضر، وانه في حكم الميت..
على ذمة كيمو انطلق الخبر للصفحة الأولى ليضيف كيمو لإنجازه الأول إنجازاً ثانياً هو قتل رئيس التحرير الذي فقد منصبه بسبب تحريات كيمو الدبلوماسية، ومعلوماته الصحفية الموثوقة فقد عاش الرئيس حوالى عشرين عاماً بعد نشر خبر كيمو عام 1982.
أول مرة التقيت كيمو فيها كانت خلال انعقاد مؤتمر القمة العربي رقم (11).. في عمّان.
أنا خارج من المؤتمر في طريقي للفندق، وهو في طريقه – كما يقول للمركز الصحفي – فسألته:
– إلى أين.
– سأذهب للمركز الصحفي، وأكتب (استوري) عن أحداث القمة، وخلفياتها غير ما تحمله وكالات الأنباء..
اللقاء كان صدفة لكننا نعمل في جريدة واحدة، ونتبع رئيس تحرير واحد إلا أن ثقته المفرطة في نفسه، واعتماده على الإثارة الصحفية – غير ذات الوجود – يجعله يؤمن بالفعل انه (أبو المهمات الصعبة).. وقد اثبت ذلك بالفعل فقتل رئيسين في وقت واحد، وبجرة قلم واحد، وانقطعت بعد ذلك أخبار كيمو..
ويجب أن أعترف هنا أن البداية كانت من الناشرين الكبيرين حين سألاني – ونحن نحضر حفل تكريم أحد الزملاء المتعاقدين – إن كنت سمعت خبر وفاة الرئيس..
أجبتهما: لم أسمع..ثم صعدت لمكتب التحرير لأسلم علي عدد من الزملاء فإذا أنا – وجهاً لوجه – أمام الزميل إبراهيم أحمد إبراهيم رئيس القسم الخارجي فسألته إن كان وصلهم شيء عن وفاة الرئيس العربي (ليس حماسة مني بالموضوع) إنما متابعة لسؤال الناشرين فعاد الزميل إبراهيم أحمد خطواته للوراء، وكان متجهاً للأمام، ونقل مثلي بأمانة السؤال، والاستفسار وبسرعة البرق كان رئيس التحرير يبحث عني، ويطلبني في مكتبه على عجل، ويسألني عن القصة، ورويتها له لأجده وقد اكتسى تصميماً، وإصراراً على – مطاردة – المعلومة (من منطلق انه لا يوجد دخان من دون نار) بينما كنت أرى أن الموضوع لا يستحق كل هذا الاهتمام، وكان على الطرف الآخر (أبو المهمات الصعبة) الذي استقبل استفسار رئيس التحرير كما لو كان ينتظره بفارغ الصبر ليخرج مواهبه الصحفية (كما يريدها هو) بصرف النظر عن (النتائج) التي ستقع بعد ذلك..؟
وربما كان غياب صديقي كيمو عن ساحتنا الصحفية جاء بعد قتله لرئيسين في وقت واحد، وعن طريق (استوري) واحد هو غياب مطلوب إذا كانت قصص كيمو الصحفية – السياسية – لها هذه النتائج (رغم وجود أصوات تطالب بإطلاق العنان لخيال كيمو في التأليف، والتوليف) كما تفعل بعض المجلات العربية حين تسند تقاريرها الصحفية إلى مراقبين سياسيين، وعسكريين، واقتصاديين عندما نتحدث عن الأزمات العربية على وجه الخصوص بينما يؤكد كثير من متابعي هذه التحليلات أن المراقبين السياسيين والعسكريين والاقتصاديين يوجدون في خيال من يكتب هذه التقارير، ولا يوجد لهم أي أساس في الواقع، وإنما الهدف هو (الإثارة الصحفية) التي تحرص عليها هذه المطبوعات، أو تأتي إليها جاهزة من بعض الجهات، وكيمو لم يخرج عن النص كثيراً فهو من هذه المدرسة، وقد أثبت – عمليّاً – أنه من أحد أبنائها البررة (الخائبين)..!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *