أبها .. والملك .. والقصيبي

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أحمد المهندس[/COLOR][/ALIGN]

* في العام 1396هـ كنت رئيساً لبعثة جريدة البلاد الصحفية في معية سيدي الملك الصالح خالد بن عبد العزيز رحمه الله في أول زيارة له إلى المنطقة الجنوبية \”عسير\” بعد مبايعته ملكاً.. وكانت بعثتنا الاصغر من حيث العدد فلم تتجاوز العبد لله والمصور الرائد الراحل أيضاً حسن الملح .. بعكس الصحف والمجلات الأخرى التي كان عدد أفراد بعثتها يفوق أصابع اليد الواحدة ناهيك عن الإمكانيات والاستعدادات .. ومع هذا قدمنا جهدنا المُقل.. تغطية صحفية رائعة تواكب الحدث والمناسبة التاريخية.
ولست بصدد سرد حكاية من حكايات تلك الأيام الخوالي وما حدث فيها من تطورات وما كان يتسم به المسؤول أيامها وعن بداية الخير والتنمية الاقتصادية للوطن والازدهار، ولكني وبعد الخبر الحزين برحيل الشاعر الأديب والوزير الإنسان غازي القصيبي عن دنيانا الفانية إلى دار البقاء بعد أن ترك ذكرى وانجازات مشرفة في ذاكرة الوطن تذكره وتخلده في حياتنا على مر الزمان.
تذكرت لقائي الأول به لأول مرة في هذه الرحلة الملكية الكريمة في بلد الجمال الحبيبة أبها.
كان معاليه في مقتبل الشباب والطموح مقبلاً على الحياة .. ضمن وفد الملك في تلك الزيارة التاريخية الخالدة.. كنا مع مجموعة من الوزراء والإعلاميين والوجهاء ورجال الأعمال وصفوة القوم مع الملك نستعد لتناول وجبة الغداء في جو السودة الساحر الجميل المُنعش .. نتحدث في أمور الحياة ونناقش العديد من القضايا الحيوية.. وفجأة سأل الملك المفدى خالد بن عبد العزيز رحمه الله واسكنه فسيح جناته موجهاً حديث للحاضرين .. وأين الدكتور غازي القصيبي لقد افتقدته؟..وجاء الجواب والرد على جلالته من قبل معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام أيامها .. إنه هناك يا صاحب الجلالة يعكف على كتابة قصيدة عن أبها البهية جادت بها قريحته بالمناسبة والاجواء الخلابة.
فرح الملك وارتسمت السعادة على محياه.. وطلب الدكتور غازي القصيبي وزير الصناعة والكهرباء أيامها ليسمعه مطلع القصيدة الجديدة.. ولكن الدكتور غازي القصيبي أجاب جلالته بأنها لم تكتمل بعد .. فطلب منه أن يسمعه مطلعها مع الحاضرين .. واستجاب لطلب جلالته وقرأ الدكتور الشاعر غازي القصيبي القصيدة التي اصبحت بعد ذلك من انجح القصائد الغنائية الوصيفة بعد أن تغنى بها فنان العرب \”محمد عبده\” من ألحانه .. والتي تقول كلماتها:
ياعروس الربا الحبيبة أبها
أنت أحلى من الخيال وأبهى
كلما حرك النفوس جمال
كنت أزكي شذا وأنضر وجها
وإذا ما ارتمى على الجفن حلم
كنت في حلمنا أرقى وأشهى
واصبحت القصيدة موضع تعليق كل الوفود والحاضرين في تلك الزيارة .. لجمالها وصدق مشاعرها وكلماتها.
رحم الله الفقيد فقد كان شاعراً فناناً وانساناً يحمل هم الوطن وأحلامه واستحق الاحترام لعطائه .. والعزاء كل العزاء لاسرته وكل محبيه .. والشعب السعودي الكريم ..والأدب والفن والإدارة وكل الوزارات التي تبوأ مناصبها وأضاف إليها ولم تضف إليه سوى المزيد من الطموح والمهنة والواجب .. \”إنا لله وإنا إليه راجعون\”.

ناشر ورئيس تحرير مجلة العقارية
عضو هيئة الصحفيين السعوديين

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *