[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم مصطفى شلبي[/COLOR][/ALIGN]

تابع الوسط الفني والوسط الاجتماعي ببلادنا وبقلق بالغ الحالة الصحية لفنان العرب الفنان الكبير محمد عبده
اثر الوعكة الصحية التي تعرض لها والتي استوجبت سفره للخارج للعلاج لما للفنان الكبير من محبة فائقة في قلوب
ثلاثمائة مليون مواطن عربي، محمد عبده هذا الفنان حمل على عاتقه مسؤولية المحافظة على أصالة الأغنية العربية
وحمايتها من التشويه والتغريب وبما يقدمه من توثيق للتراث العربي وخصوصاً تراث بلادنا الغالية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، محمد عبده هذا الفنان العصامي المكافح لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب بل عاش حياة اليتم والحرمان عقب وفاة والده رحمه الله وتكفلت والدته بتربيته مع اخوته حتى إنه كان يبيع المأكولات الشعبية في (بصطة) متواضعة أمام منزله وكان زبائنه من أطفال الحارة (حارة اليمن) مقابل قروش معدودات ثم التحق مع اخوته بدار الأيتام وهناك تفجرت موهبته الفنية فكان من المنشدين الجيدين بالمدرسة ولو قدر لأحد كتاب الدراما في انتاج مسلسل درامي للسيرة الذاتية والفنية للفنان محمد عبده لصادف من النجاح ما صادفته مسلسلات أم كلثوم وأسمهان وعبدالحليم حافظ، ورغم أن محمد عبده كان يسكن بحارتنا (حارة الهنداوية) إلا أن لا تربطني به علاقة معرفة ولكن أخاه أحمد كان زميلاً لنا في الدراسة،و في نفس الصف بمدرسة البحر الأحمر المتوسطة وكنا نتابع آخر أخبار فنان العرب وإنتاجه الفني عن طريق شقيقه أحمد الذي يعيش معه بنفس المسكن مع والدتهما.
و لقد التقيت بمحمد عبده شخصياً وجهاً لوجه مرتين وفي موقفين انسانيين تكشف عن أصالة محمد عبده ومعدنه الطيب ومواقفه الإنسانية والتي لا يعرفها الكثيرون عن محمد عبده.
أول هذه المواقف لجار لمحمد عبده كانت تربط بين أسرتيهما أواصر الجيرة التي يقدرها سكان الأحياء القديمة لمدينة جدة هذا الجار يدعى العم علي كبوها الذي أقام وليمة متواضعة ببيته المتواضع دعا إليها زملائه في العمل وكان يعمل مستخدما بمؤسسة النقد ،كانت هذه الوليمة ابتهاجاً بنجاح ابنه الوحيد وتخرجه من المرحلة الابتدائية وكان من بين الحضور الأستاذ غازي عبد المجيد زوج الإذاعية الشهيرة شيرين شحاتة رحمها الله وزميل العم علي بالإدارة وقبل وضع العشاء فوجئ الحضور بدخول فنان العرب محمد عبده ممسكاً بعوده وبرفقته الصحفي المعروف عبدالله السقاف أحيى محمد عبده مناسبة العم علي كبوها وغنى كما لم يغن من قبل ومكث ساعاتِ طويلة ولم ينس قبل مغادرته أن يقدم للمحتفى به (صدقة علي كبوها) هدية قيمة مباركاً له النجاح ومتمنياً له دوام التوفيق فكان لهذه الوقفة أثر بالغ في نفوس كل من حضر هذه الوليمة وكنت أنا أحد المدعويين لها بحكم الجيرة مع العم علي.
أما الموقف الآخر وبنفس الحي هي يوم وفاة جد زوجته الشيخ البنوي حيث وقف محمد عبده على إجراءات الدفن والعزاء طيلة الليالي الثلاثة وغير ذلك من المواقف الإنسانية لهذا الرجل ووقوفه مع زملائه الفنانين الراحلين طلال مداح وسعد إبراهيم وعبدالله محمد والفنان عمر كدرس حيث تكفل بتكاليف علاجه الباهظة قبل وفاته عليهم جميعاً رحمة الله
إن ثلاثمائة مليون عربي يرفعون أكف الضراعة إلى الله الشافي الكافي المعافي الحنان المنان أن يمن على فنان العرب الأستاذ محمد عبده بالشفاء العاجل وأن يعود سليماً معافى إلى وطنه الذي يذوب فيه حباً وعشقاً وإلى أسرته ومحبيه وعشاق فنه الأصيل الذي طالما أمتعنا به وسط مزاحمة الفن الضحل والهابط الذي تقدمه بعض الأصوات التي تدعي الفن زوراً وبهتاناً
فأنت يا أبا نورة فنان العرب من المحيط إلى الخليج
وقفة:
قال عمر الفاروق رضي الله عنه :(من صنع إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تقدروا فادعوا له وأنشروا مآثره)
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *