يا قوم ، شاء من شاء وأبى من أبى قد اقتحمت التكنولوجيا عالمنا اقتحاماً شديداً وسريعاً وملحوظاً حتى دخل في عالمها الكبير والصغير فأصبح يستخدمها في جُل حياته اليومية بل ويتعايش معها تعايشاً تام حتى باتت جزءً لايتجزأ منّا لا نستطيع (الفكَاك) منه أو الهرب والعودة إلى ماضي الطيبين الذين دخلوا الآن مرغمين وتربعوا إلى جانبنا في هذا العالم التقني المتطور.
هذا واقع لا ريب فيه ولا شك لكن ما أذهلني وكاد أن يهوي بالبرج المتبقي من عقلي أن التطور وصل ايضاً (للجّن ولشلة الشياطين) والعياذُ بالله، فقد زعم أحد “الرقاة الشرعيين” انه قد أجرى حواراً مع (جنّي) عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وقد نشر نصاً صرح بأنه محادثة بينهما ! وقد أورد الراقي الشرعي الذي يتبعه عدد كبير من بني البشر صورة لتلك المحادثة المباركة والتي كانت باللغة العامية ، فعلى ما يبدو أن الجنّي (ولد بلد) ولا يحادث بني البشر إلا على سجيتهم وطريقتهم ربما لأنهم (يمونون) عليه والبساط بيننا أحمدي والحمد لله.
نص المحادثة كما نشرها فضيلة الشيخ كانت كالتالي : “أنا الجني حبيبي وقد أسلمت على يد الشيخ (فلان الفلاني) وأعلنت إسلامي ، اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله”. فما كان من الراقي إلا رد الدعاء ثم طلب منه الاغتسال والصلاة فأمن الجنّي على دعوته ثم انصرف.
لم تنتهي المهزلة إلى هنا فقد زعم الراقي الشرعي أن الجنّي قد قام بمراسلته على هاتفه الجوال وأكد على ذلك ! وفي الواقع لن أحمل ذمتي فأنا لا أعلم حتى أخبركم إن كان قد راسله على (الواتس اب) أو برسالة نصية لكن للاحتياط (تكبييير) ياجماعة الخير.
أيعقل أن يصل الحال ببعض الذين يمارسون الدجل والكذب تحت غطاء الرقية الشرعية (ويبيعون الوهم) ويستخفون بعقول الناس لهذه الدرجة ؟! الحال بالفعل قد زاد عن حده يجب التصدي لهولاء وردعهم قبل أن يزاحمونا (الجّان) في حياتنا ويشتركون ايضاً في باقات الانترنت التي يعلم الله وحده بحالها فهي بالكاد أو (بالدَف) إن صح التعبير تجمل معنا كآدميين !
لي رجاء أخير أتمنى أن يصل لفضيلة الشيخ الراقي ، بما أن التقدم التكنولوجي قد طال الإنس والجّان ارجو منك تكرماً أن ترسل لي رقم (الجنّي اللطيف) أو تبعث لجنابه برقمي ، فقد حدثني أحد الثقات يوماً بأني لستُ إنسية بل (جنّية) وجعلني حائرة حتى اليوم في أمري.
آلو جنّي .. بليز كلمني أو تعال خذني؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *