[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]باسل أبوبكر [/COLOR][/ALIGN]

ألا يستطيع آذار أن يمر ولو لمرة واحدة دون أن يشهد نزيف الدم العربي ؟. ألا نستطيع نحن المتعثرون أن نسير برتابة بين شقائق النعمان والدفلى دون أن تتوشح أقدامنا الحافية برائحة الدم ؟!. ألا يمكن للذاكرة المكتظة بصور الشهداء ودخان البارود أن تهدأ بقليل من قطرات الفرح ؟.
بالصدفة -كما كل عام- يأتي آذار هذا ومعركة الأسرى في أوجها وهي تقترب كل لحظة من الحسم، في مباراة مثيرة بين جرعة الماء والملح من جهة وبندقية الاحتلال من جهة أخرى. يأتي آذار والفلسطيني يهدم بيته بيديه تنفيذا للعدالة الاسرائيلية التي ترى الحقيقة الجمل من خرم الإبرة، ومصر الكنانة تشتعل، وبشرى السورية تنجح في الحصول على لقب اللاجئة رقم مليون، ولبنان يحتار في عشقه ، واليمن في جواره الأبدي بين الشمال والجنوب، وليبيا الشعب تنقلب على نفسها، وتونس في مهب الإجابة المستحيلة عن سؤال الديمقراطية.
في آذار نقص أصدقاء العرب القليلون واحداً، وغاب عن مليونية تشييعه في كاراكاس الأصدقاء العرب، ولم يشفع للرجل الذي خلع للتو الكوفية الفلسطينية قبل أن يدخل التاريخ من بابه الذهبي أنه أحب الهيل والقهوة العربية. في آذار لم يصل نحيب النساء في أطراف الصحراء العربية للدواوين وهن يبحثن عن رغيف خبز أو ركوة ماء. في آذار تسقط آلاف أسماك السلمون وهي في طريق العودة للوطن، ويسقط منا الآلاف على بوابات المدن الغريبة. في آذار لا يستطيع اللوز أن يكمل دورة الحياة قبل أن يتحول لزينة فوق البسطات وعلى صفحات الفيسبوك، ولا تستطيع العصافير أن تجد مكاناً آمناً من نقّافات الصيد تضع فيها البيض. هذا العام جلب لنا آذار ضيفاً ثقيلاً.. جلب لنا الجراد لينام بيننا ويقاسمنا ما تبقى من طعام الصغار.
ولأن آذار هذا العام يختلط فيه الورد والدم فإننا لا نستطيع الاحتفال على أن نحتفل في آذارات قادمة إنشاء الله، ويومها سنكون قد انتهينا من الملفات العالقة كالمصالحة الوطنية والتلوث البيئي وبالتأكيد سنكون قد كنسنا الاحتلال وعاد اللاجئون..ويا دار ما دَخَلِك شر.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *