آخر وصايا أمير الأمن والحكمة

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. علي عثمان مليباري[/COLOR][/ALIGN]

اهتموا بالفقراء والمساكين والمحتاجين وكبار السن وفئة الشباب .. كانت هذه آخر وصايا فقيد الوطن الأمير نايف بن عبدالعزيز ووجه بمتابعتها كما يؤكد وكيل وزارة الداخلية لشؤون المناطق الدكتور أحمد السناني وذلك من أجل التحضير لاجتماع أمراء المناطق المقبل في شهر رمضان المبارك. ويروي وزير العمل المهندس عادل فقيه ما دار بينه وبين الراحل العظيم عند وجوده في مقر إقامة الفقيد في جنيف قبل أيام قليلة من وفاته، حيث أوصاه الأمير نايف بمحاربة البطالة وبذل أكبر قدر ممكن من الجهد لتطبيق برامج السعودة وتوظيف أبناء وبنات الوطن في مختلف المجالات التي تتوافق مع متطلبات سوق العمل في السعودية.
ولأن الأمير نايف كان محبوباً من الجميع ناجحاً في خدمة دينه ووطنه، نزل خبر رحيله كالصاعقة على من سمع بهذا الخبر المحزن، فالمصاب كبير وليس مصاب وطن وإنما مصاب أمة، والفقيد ليس فقيد أهل ولا شعب ولكنه فقيد الإسلام الذي نذر نفسه لخدمته وإعلاء كلمته. لقد كان قائداً محنكاً ورجل حكمة ومواقف. نعم كان مصابنا في الأمير نايف عظيماً، وكان فراقه صعباً أليماً، وعليه سكبنا العبرات والآهات.قضى الفقيد حياته في خدمة دينه ووطنه وكان رجلاً فذاً في مواجهة الصعاب وإدارة الأزمات والكوارث، ولأنه مهندس بارع في الأمن فقد نجح في جعل بلده مضرب المثل في الأمن والأمان، وواحة يستظل بأمنها وخيرها كل المواطنين والمقيمين. لقد حقق الأمن بوعي المواطن .. الذي يعتبره رجل الأمن الأول .. ثم بتوفير الإمكانات وروح الجنود وتطبيق النظام، ونجح رحمه الله في مكافحة الإرهاب أمنياً وفكرياً وابتدع انموذجاً في التصدي للإرهاب يحتذى به إقليمياً وعالمياً.
بنى الراحل العظيم جسراً من الحب بينه وبين من عرفه صغيراً وكبيراً، كانت له مشاركات اجتماعية واسعة، عرف بحكمته وحلمه، يستقبل المواطنين في مكتبه بأريحية، يفتح قلبه لهم ويستمع لآرائهم، وعرف عنه أنه يستمع أكثر مما يتكلم.لقد كان رجل المواقف الصعبة ورجل الحج الدائم، جعل خدمة الركن الخامس للإسلام في مقدمة أولوياته فوظف الأمن لخدمة الحجاج واستعان بالمهندسين والخبراء للارتقاء برعاية الحجيج عاماً بعد عام، فكفل لهذه الشعيرة أماناً ونجاحاً دائماً بعون الله تعالى.
رحل نايف وترك لنا شعار \”أمن الوطن مسؤولية الجميع\” نتفاعل معه.
رحل وعلمنا أن الفكر لا يواجه إلا بفكر.
رحل وجعل جائزته للسنة النبوية خيراً نتنافس عليه.
رحل وأوصانا بتكملة مسيرته في خدمة الحجاج وتيسير أداء نسكهم.
عظم الله أجر أفراد شعبنا الغالي الذي لم يكد يستفيق من خبر رحيل الأمير سلطان رحمه الله وشعوره المرير بحجم الفراغ الكبير الناتج عن غيابه، حتى فجع بوفاة الأمير نايف. وبرغم فقدان المملكة لهما خلال أقل من سنة إلا أن عزاء شعبها أن ما سطره الراحلان العظيمان من إنجازات وما كوناه من دروس ومنهجيات سيكون عوناً لمن سيعقبهما، وستبقى المملكة قوية وشامخة بعراقة مؤسسيها وبانيها ومستمرة في الازدهار والتطور بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بقيادة مليكنا المحبوب وجهد وتعاون البقية من الأسرة الحاكمة والشعب.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *