محمد حامد الجحدلي

تتوالى الأيام بما تحمله من مفاجآت وما أصعبها على النفس البشرية تاركة وراءها الكثير من الآثار الجسيمة النفسية والمعنوية والمادية لأنك من خلال معطيات الواقع لا تستطيع أن تحجب عين الحقيقة عن مجتمع بكامل شرائحه ونخبه الثقافية والفكرية تعي دورها الوطني والاجتماعي وبنظرتك للأشياء بمعايير محددة تتمتع بمصداقية وشفافية واضحة تقترب مع رؤية مجتمعك المتمسك بمبادئه الدينية والأخلاقية وتربيته الإسلامية من حقه العيش بكرامته وعمارة أرضه واستثمارها لصالحه متضامنا مع كافة أفراد مجتمعه كأمر حتمي لا مفر من الالتزام به مهما كان موقعك مواطنا أو مسئولا ولكي لا ندخل في تفاصيل المسؤولية الوظيفية وواجباتها فهناك من هو أعرف بهذا الشأن ولديه الصلاحية الكاملة بمساءلة المقصرين واجتثاث الفساد من جذوره وهي قضية عاشتها جدة منذ سنوات عديدة وإن عشنا جزءا منها في الثلاثة العقود الأخيرة في متابعة العديد من الاستطلاعات الصحفية حول أضرار الأمطار التي هطلت على هذه المدينة الفارق الزمني أن الروح الجماعية هي السائدة في سرعة إزالة تلك الآثار بتواجد قيادات الأمانة من رؤساء أفرع البلديات ومهندسين جنبا إلى جنب مع بقية الأجهزة الحكومية الأخرى وهذا لا يلغي الجهود التي بُذلت لإزالة آثار هذه الكارثة لنفس الأجهزة بمعداتها وعناصرها المؤهلة تأهيلا عاليا.
وقد أشادت بها وسائل إعلامنا وتحدثت عن أعمال بطولية لأفراد هذه القطاعات الحكومية ومن أبنائنا وبناتنا فرق التطوع بمساندة من رجال وسيدات الأعمال المتواجدين بموقع الحدث و شهود عيان بالأماكن المتضررة شاهدوا دور الأجهزة التي أوكلت إليها تأمين سلامة الناس بإمكانيات وإعتمادات مالية عاجلة بحجم حرص الدولة على أرواح مواطنيها والمقيمين على أرضها أما مسألة الرقابة للمشاريع المتعثرة من أنفاق وجسور وشبكات تصريف مياه الأمطار فمن حق المواطن التَّعرف على أسباب الخلل ومصدر التقصير لمن تحمل المسؤولية أما ما عدا ذلك من كشف بؤر الفساد وانعدام الضمير فهذه أمور تنصب بكل ثقلها على أجهزة الدولة الرقابية المعنية التي ترفع تقاريرها للجهات العليا التي أوكلت إليها هذه المُهمات من قبل ولي الأمر حفظه الله الأكثر حرصا على هذه الأرواح والممتلكات العامة والخاصة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين في هذه الكارثة واضحة وحازمة ومحل احترام سكان الأحياء المتضررة وكافة المواطنين والمقيمين فآثار كارثة جدة الأخيرة وأتمنى أن تكون الأخيرة لن يفلت من العقاب أي مسئول تهاون أو قصر بالمسؤولية الوظيفية الموكلة إليه.

محمد حامد الجحدلي
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *