آباء في (طوع) أبنائهم

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]منى الأبرك[/COLOR][/ALIGN]

جيلٌ جديد، مفعم بالحيوية، متفتح، ملمّ بما يدور حوله من أمور اجتماعية، سياسية، علمية والأهم التكنولوجية نعمْ، جيل واع جدا أغلبه يعرف ماذا يريد، وكيف يحصل على ما يريد. لم يعد \”أبناؤنا\” يعيشون في جلباب آبائهم وأمهاتهم، فأصبحوا يعرفون كيف يخططون لأنفسهم ولمستقبلهم، ويقرؤون مؤشرات الحياة بشكلِ صحيح. وأصبح الآباء في طوعهم، يتبعونهم في خطاهم، بعد أن كانوا هم من يخططون لهم حياتهم ومستقبلهم.
خطوة جيدة، وتغيير جميل وخاصةَ إذا ما كان هذا التغيير إيجابيا، وتخطيطهم جيدا وسيعود عليهم بالشيء الإيجابي. ولكن، لكل قاعدة شواذ فهناك (آباء) أطاعوا أبناءهم وانصاعوا لهم، بالرغم من سلوكهم الخاطئ، واختياراتهم غير الموفقة وغيرالمقنعة، فقط، لإرضائهم وعدم خسرانهم! فنجد الأب يوافق ابنه على اقتناء سيارة وقيادتها وهو لم يحصل على رخصة قيادة بعد ولم يصل للسن القانوني. وآخر يوافق ابنه على شراء سيارة فارهة، بالرغم من إمكانياتهم المحدودة مما يزيد من مصروفهم ويرهق ميزانيتهم. وآخر يوافق على زواج ابنه أو ابنته من أشخاص غير مؤهلين وغير أكْفاء! وغيرها من الخطوات والقرارات غير السوية وغير المتزنة. فيا ترى من المسؤول؟ وكيف انقلبت الآية وانعكس الحال؟! وهل هذا دليل \”الحب\” والثقة أو \”الاستسلام\” غير المبررْ؟.
ومن تمام مسؤولية الأبوين عن تربية أبنائهما محاسبتهما على التقصير في حقهما فقد روى النسائي وابن حبان في صحيحه مرفوعا قول الرسول صلى الله عليه وسلم:\”إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ أم ضيع؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته\” وفي الحديث المتفق عليه \”كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته\”.هذه مسؤولية الآباء والأمهات نحو أبنائهم والتي لا يمكن أن تعوض بغيرهم وقد أثبتت الدراسات الميدانية أن غالب انحراف الناشئين يرجع إلى انحراف المربي والقيم على التربية وصدق القائل:
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه
وما دان الفتى حجى ولكن
يعوده التدين أقربوه
موضوع مهم، ويحتاج من الوالدين اللذين يعانيان ويمران بمثل هذا الأمر، مراجعة تصرفاتهما مع أبنائهما، وأن يعيدوا معاملتهم على أسس تربوية سليمة، تعيد لهم هيبتهم ومكانتهم، وفي ذات الوقت يكسبوا أبناءهم وثقتهم فيهم.\”اللهم بارك لنا في أبنائنا وبناتنا ولا تسلبنا قوتنا وقدرتنا على تعليمهم وتربيتهم، يا رب العالمين\”.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *