يا طريق الجنوب .. متى الانفراجة؟

• بخيت طالع الزهراني

[COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR]
لم يكن مفاجئاً لي أن أرى منذ أيام طريق \” الطائف – الباحة \” المزدوج .. وهو ما يزال رهينة لشركات \” أحفر وأدفن \” .. خصوصاً وقد أصبحنا كمجتمع نتعايش مع المشاريع المتعثرة في عدة أنحاء من البلاد , حتى لكأن التباطؤ صار هو القاعدة , فيما الإنجاز السريع هو الاستثناء .
عام كامل غبت فيه أنا ومن كانت ظروفهم مثلي , لنعود ونجد ذلك الطريق – الحلم- ما يزال يعج بالمعدات بضجيجها وإزعاجها , وحينها تذكرت عجز بيت من الشعر لشاعر المعلقات الجاهلي \” طرفة بن العبد \” .. والذي يقول فيه \” ما أشبه الليلة بالبارحة \” .
وأظن أن من تعرض بالكتابة عن ذلك الطريق لابد وأن يكون قد أصابه السأم – وأنا واحد منهم- .. لكن حنق أحدنا وما يراه من أمارات الامتعاض على وجوه العابرين فوقه يجعلان أي كاتب مدفوعاً لأن \” يعيد الكرة مرة \” أملاً ورجاء في تعديل الحال .
والواقع أن وزارة النقل تدرك جيداً ماذا يعني الطريق – أي طريق – من كونه قيمة تنموية مستدامة .. فكيف إذا كان الطريق شرياناً دولياً كطريق الجنوب , ووسيطاً محورياً لحياة ثلاث مناطق كبرى يسكنها ويتحرك عليها ملايين الناس , ولذلك كان السؤال موجها لها بشكل خصوصي عن سبب تعثر ذلك الطريق كل هذه السنوات رغم أهميته التي ذكرنا .
المتحمسون للمشاريع الوطنية الرامية إلى تشجيع السياحة الداخلية – وكلنا كذلك – يتطلعون إلى \” توطين \” سياحة المواطن السعودي , من خلال بنية تحتية متينة , ومن أولها الطرق , وجنوبنا الأخضر هو في طليعة مراكز الاستقطاب السياحي \”استقبلت أبها العام الماضي أكثر من مليونَي زائر، ويتوقع زيادة الأعداد بنسبة 10 % هذا العام – صحيفة سبق \” .. فماذا أعددنا لهذه القوافل السياحية من طرق ؟
وهل طريق الطائف الباحة من مشجعات السياحة؟ , خاصة والطريق الآن حافل بعدة تحويلات في أكثر من مكان , وكلها تحشر السيارات الذاهبة والقادمة في مسار واحد .. ومعها \” وجبة ثقيلة \” من المطبات الاصطناعية التي لا داعي لأكثرها , خاصة وهي من نوع الذي \”يخلع الضرس\”.
الأمر المذهل .. من الذي سمح لتلك الشركات بأن تعمل في طريق استراتيجي وحيوي بأسلوب \” على مهلك \” ؟ .. وكأنها تتسلى , لا أن تقوم بعمل وطني مهم للغاية , كان يجب أن تسابق فيه عقارب الساعة منذ سنوات ؟ .
من المسؤول لو قال السياح في استفتاء عام أن ذلك الطريق هو أحد منغصات السياحة المحلية , ومن أسباب عزوفهم عن التوجه للجنوب ؟ .. ولو قال المواطنون هناك أنهم منزعجون من عدم إتمام إنجاز الطريق في الوقت الصحيح وفق الضوابط العالمية , ومن تعثر مصالحهم اليومية عليه ومن حوله ؟ .
نستدرك ونقول .. من يدري فقد تكون وزارة النقل هي السبب .. إذا كانت لم تف بوعدها في تسليم المقاولين مخصصاتهم وفق الجدولة الزمنية لكل مراحل المشروع .. أما إن كانت الوزارة قد قامت بتسليم المقاولين استحقاقاتهم أولاً بأول فلماذا لم تقم بسحب المشروع من المقاول المتهاون بل وتغريمه .. ثم إسناد المشروع لغيره ؟ .
وماذا لو كان القائم على تنفيذ مشروع ذلك الطريق أساسه شركة أجنبية – صينية أو كورية مثلاً – هل كان المقاول الأجنبي سيظل \” مُصيفاً \” فيه كل هذه السنوات ؟ .. لا أعتقد.
يا أيها الإخوة في وزارة النقل :\”أفتونا\” في هذا اللغز الذي عجزت أدمغتنا عن حل كنهه ؟ .. لغز أن يظل طريق مهم جداً،كهذا, من دون إنجاز كامل كل هذه السنوات ؟ .
السؤال الطريف .. هل هذا الطريق صار معجزة من المعجزات , حتى أصبح عصياً على التنفيذ ؟ .. ثم هل يتكرم علينا مسؤول بالوزارة ويحدد لنا بدقة متى يكون \” الفرج \” .. فرج الابتهاج بإنجازه بشكل نهائي ؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *