وسقطت صنعاء من مسافات السفر
كانت مراحل دراماتيكية بدأت بالإطاحة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح في سياق ربيع كان هو الأسوأ في تاريخ الوطن العربي حملت سخونته رؤساء واشلاء وآمال إلى اتون الحروب. وتدمير مقومات السياسة والاقتصاد في استدعاء ملفات كانت خارج السيطرة. وغير قابلة للحوار.
لكنها كانت أي مرحلة شرارة شارع السبعين في اليمن أكثر تضاريس سياسية وجغرافية تجاوزت خارطة طريق وحدة كانت على كف عفريت.. واتهامات خرجت من صناديق الفساد لتعكس صوتها في شوارع بلد يعيش الكثير من التناقضات في بناء الأرض والإنسان. ومصادرة التنمية مقابل شعار حرية التعبير.. وهو تعبير لم يكن يتجاوز صدى صوت يتردد من فوق رصيف ساخن!!
هكذا بدأت رحلة لم تكن أقل معاناة في تجربة بلد ظل يعيش المد والجزر في ثورات لا يرى اليمنيون من حصيلتها أضواء يمكن ان تكون في آخر الطريق.. لكنهم ينطلقون من ثوابت وطنية وانتماءات ترتقي فوق خلافات الأمس على أمل اشراقة اليوم وان طال الزمن.
نعم كانت وما زالت معاناة لم يكن احد يتوقع ان تكون نتيجة 6 حروب مع من اسماهم علي صالح بالكهنوت في إشارة إلى التخلف في خطاب ديني وثقافي لا يمكنه ان يتخلى عن عدم تأهيله إلى ما يمكن ان يغير من لقب كان ارثاً من حكم ما قبل التغيير في ثوبه الجمهوري. ليجد أهل اليمن والعالم أن أعداء الماضي قد تم استقبالهم كأبطال فاتحين لأبواب صنعاء ليكون الوفاق بين صالح المحارب القديم والحوثي نحو مرحلة للاقتصاص من عناوين كانت خلف اسوار الحروب وقصة الأمس في اهازيج الاحتفال بثورات تجاوزتها خطوات عملاء إيران ليتربعوا على مقاعد الشرعية قسراً وضد إرادة الشعب اليمني. إلا من كان لديه تفاصيل ما سوف يأتي. وما لن يأتي حين لا يبقى سوى هدم جدار تحالف هزيمة مؤجلة. هكذا كان علي صالح يرسم التغيير على طريقته الخارجية.
ولأنني يومها لم أكن أصدق أن يقوم الأخير بالتضامن مع تلك الشريحة المختزلة في 6 حروب كانت مؤثراتها بقايا اضرحة جنون الكهنوت في صعدة مرصعة بالوان وزخرفة ولاية الفقيه الإيرانية ، يومها قلت ان الحوثيين وهم يدخلون صنعاء.. سوف يواجهون الانتحار. وذلك لأن علي صالح أراد ان “يجرهم” إلى مصيدة اسهل بكثير من كهوف مران ليمكن القضاء عليهم في التوقيت المناسب وفي الوقت نفسه ليجعلهم أداة ايضاً للاستهلاك المحلي والداخلي.
غير ان الواقع قد اثبت ان هذه المجموعة الحوثية تعيش خارج حدود العقل. حيث كانت تعتقد انها سوف تستمر في حكم بلد لا ينقصه حكمة التجربة. فكانت الأيام الثلاثة الماضية كافية لإسقاط أحلام امبراطورية فارسية طهران التي لا ننكر ان الرئيس اليمني السابق قد اسقطها في ضربة استباقية قبل وصول قوات الشرعية التي كانت على مشارف عاصمة كان يستعد لدخولها وان طال السفر.
نعم سقطت صنعاء من مسافات لبقية عواصم كانت قد قالت طهران إنها أربع في طريق ولاية فقيه (قم) قبل ظهور ساكن السرداب المزعوم . فهل تكون المرحلة الثانية في لبنان؟.
Twitter:@NasserALShehry
[email protected]
التصنيف: