[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري [/COLOR][/ALIGN]

ستظل مشكلة الألغام هي الأكثر تهديداً للأمن في ليبيا إذا ما تجاوزنا قضية أخطار بقية الأسلحة الثقيلة منها والخفيفة سواء تلك التي من بقايا الجيش الليبي أو التي هي أصلاً بحوزة ما يعرف بالشعب المسلح منذ عهد حكم القذافي.وهو ما يحتاج إلى قرارات صعبة للمجلس الانتقالي وصولاً إلى الحكومة القادمة من أجل معالجة هذا الملف .. الذي يعد وجه القذارة لما بعد الصراعات.غير أن الألغام التي قامت كتائب العقيد بزرعها حول وداخل المدن الليبية والمزارع وأماكن متعددة من الطرقات والصحراء الليبية وبكميات كبيرة ستبقى لسنوات طويلة تهدد السكان.رغم المحاولات المتواضعة لإبطال مفعول هذه الالغام بطرق بدائية يتم تدريب مواطنين على نزعها.
لكن إذا نظرنا إلى تاريخ الألغام صغيرة الحجم التي عادة ما تكون ضد الأفراد. نجد أن عدداً من البلدان التي واجهت حروباً خارجية أو أهلية مازالت منذ عشرات السنين غير قادرة على التخلص منها سواء في فيتنام أو أفريقيا أو العراق وكذلك مابين الأخيرة والكويت بعد غزو سنة 1990م . وغيرها من مناطق الحروب على الخارطة الدولية وبالتالي فإن هذا النوع من أدوات الحروب عادة ما تستهدف الكادحين من المزارعين والرعاة وكذلك الأطفال حين يعثرون عليها في الأزقة والطرقات وعلى الشواطئ وأطراف المناطق السكنية.وبالتالي كانت ومازالت هذه الآفة الخطيرة من الأسلحة التقليدية تخلف الكثير من المعاقين والمشوهين وضحايا حروب لم يضعوها وبعضها لا يذكرون أسبابها ولا تاريخها. خاصة أولئك الأطفال الذين لا يمكنهم تقديم لائحة ادعاء ضد من اغتال حياتهم!!
هكذا تبدو قضية الألغام مزارع للموت والدمار .. وهاجسا يهدد الأمن وحياة البشرية ومن ثم فإنني أتمنى أن تقوم الامم المتحدة بالتحرك نحو عقد قمة عالمية تتخذ خلالها قرارين مهمين الأول: تحريم انتاج وبيع الألغام ضد الأفراد واعتباره في قائمة الأسلحة المحظورة في حين يتم اصدار قرار ثانٍ لوضع ميزانية خاصة في إطار مشروع كبير لنزع الألغام من البلدان التي تعاني من هذه الاسلحة القذرة.وهي مهمة إنسانية وأخلاقية تفوق في نظري مهام الأمم المتحدة ومجلس الأمن في تغذية الحروب!!.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *