هل يموت الذي يقول الحق ؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم زقزوق[/COLOR][/ALIGN]
شعور لذيذ يحس به الانسان عندما يتحدث بكلمة الحق. فيدخل للمرة الأولى ضوء الشمس من كلامه والهواء النقي عندما يفتح فمه وعندما يقع عليه ظلم .. ويعلم ان هناك قاضياً سوف يقتص له من ظالمه.محاسب كبير اعترض على صرف بعض المصروفات النظامية . في مستشفى الأمل بجدة فتعرض بتهمة الجنون عندما حاول وقف صرف ما لم يجب صرفه .. واستدعت الجهات المسؤولة الشرطة بدعوى الجنون واودع مركز الشرطة ثم بقدرة قادر اطلق سراحه بكفالة انتظاراً للتقارير الطبية وحاول هذا الموظف مقابلة مدير الشؤون الصحية لشرح وجهة نظره ولكن قيل له إن المدير في اجتماعات مستمرة ولم يتمكن من مقابلته.
كثير من الناس عندما قرأوا الخبر في جريدة عكاظ لم يصدقوا ما حدث هل معقول ان يتهم مواطن بالجنون لانه اعترض على صرف مبالغ ظهرت له فيها عدم نظاميتها .. هل معقول أن يسقط محاسب كبير في ايدي المخالفين ويتهم بالجنون هل معقول ان تأتي الشرطة وتقبض على هذا الموظف لمجرد دعوى رئيسية بأنه مجنون دون التأكد من ذلك.. ثم يطلق سراحه بكفالة ولماذا الكفالة هل ظهر للشرطة جنونه .. وأين هيئة الادعاء العام لتحسم الأمر.
هذه البلاد ستكون أحلى وأجمل وأسعد عندما يؤدي كل واحد منا واجبه. أمثال هذا الرجل لأنه يُحس ان هذا البلد هو بلده. وانه جزء لا يتجزأ منه. أم بلدنا أعطانا الحرية والعدالة فلنعطه الاخلاص في العمل.
لقد اصبح من حقنا جميعاً، ان نناقش ونبحث وان نقترح الحلول والأفكار. والوقوف عند السيطرة واستعمال التعسف في حقوق الوطن.. لا أن نمشي كلنا في طابور واحد ولا نلفت يميناً ولا يساراً لا نفتح فمنا. لا نبدي رأياً ولا نعترض على رأي فالدنيا تغيرت وما كان صالحاً منذ خمسين سنة لا يصلح اليوم.. والمقصود هو وضع الأمور في نصابها والأمل في ولاة الأمر لحسم هذه القضية واخراج هذا المواطن من المأزق الذي وضع فيه في المسألة ليست هي حرية أخذ الناس في شرفهم وفي كرامتهم بل مشبعة بروح العدالة لا لغرض الامتهان .. فاعلم أيها الشاب الذي اتهم بالجنون انك تحت يد العدالة ولا أخالهم الا راحميك ولا اظنهم الا منصفيك لأنهم يرون ان اعتراضك على عدم الصرف ليس جرماً تعاقب عليه.
لقد تساءلت ألهذا الحد يمكن ان يصل ظلم الانسان لأخيه الانسان من أجل المال؟.
ألهذا الحد يصل ظلم الانسان لأخيه الانسان من أجل الحقد؟.. الكل منا يقف مع هذا الانسان مدافعاً عنه وأنتم ايها المسؤولين الكبار قضاة الحق وأيضاً مربة الخلق وكلمة العدل التي بها تنطقون يتجاوب صداها في نفوس فزعة حائرة مما اقدم عليه بعض المسؤولين في اتهامهم للموظف المحاسب بالجنون فاجعلوا حكمكم رسالة عدل وبلاغ عبرة وبشرى سلام.
مكة المكرمة
التصنيف: