هل كان الاتصال اختراقاً؟
يقول فؤاد الهاشم : لو تكلم معي الشيخ تميم لن أدخل معه في حوار .. لكنني سوف أقول له “خل ابوك يكلمني” وذلك في إشارة إلى عدم وجود أي سلطة ينطلق منها الابن الذي تمت التضحية به في مكتب لا يزيد دوره عن موظف العلاقات العامة!!
التجربة لم تكن جديدة للطالب البليد والشرير الذي لم يستغرق طويلاً من الزمن في ساند هيرست حتى تم طرده من تلك الكلية البريطانية خلال عدة شهور .. وهو يعترف بذلك. لكنه قرر ان يعوض الفشل بالغوغائية والعدوانية لتكون في نظره تعويضاً عن أكاديمية لم ينجح فيها حمد. فكان لابد ان يقوم بالسيناريو الذي يعرفه الجميع، حيث كان قد بدأ في مناكفة المملكة منذ توليه العهد في زمن والده. وارسل عدة تصريحات للملك فهد من خلال وكالة الأنباء القطرية. وكان يتخللها الكثير من الغرائب في الطرح والأسلوب. لكن والده الذي كان في ناصية الحكم اوقفه عن تلك الممارسة التي لم تعطها المملكة اهتماماً كونه لا يصنع القرار من ناحيته ولوالده خطاب مختلف عن رعونة الولد المجنون.
كثيرة هي الممارسات التي لم يستطع تجاوزها في السياسة الخارجية حمد بن خليفة فما كان منه إلاَّ القضاء على حكم والده بطريقة لا تخفى تفاصيلها على احد.
ولان مسلسل العداء والكذب الذي لا يستثني احداً مازال في ذهن الرجل المريض كان لابد أن يبقى في السلطة ولكن خلف الستار وليمارس دوراً أكثر في خلفية الأحداث وصناعة الدمار. ليكون تميم “شماعة” التسويف والدسائس وما كان أكثر سوءاً.
وبالأمس لم يكن المشهد غريباً حين قامت منظومة حكم الدوحة بقيادة “المنهج الخفي” بالعمل العبثي في تحريف تفاصيل الاتصال بين أمير قطر وولي العهد ليسجل بذلك فضيحة جديدة توزعت في ارجاء العالم خلال دقائق معدودة لم تتحمل عقيدة الكذب والتحريف في الدوحة أكثر من ذلك لممارسة دور لم تعد تخشى منه بعد أن أصبح حاضراً في النظام السياسي للدولة .. أو بالأصح لإمارة ترى انها دولة عميقة بسلوكيات خارج احتمال العقل ولا تخشى ان تسير “عارية” في الشارع السياسي مرددة رقصة السامبا على أوتار صعاليك الإرهاب في عالم توزع الدولار من عائدات الغاز الذي تحترق ايراداته في احزمة ناسفة يفوح منها البارود ليكون بخوراً منعشاً لمجنون قطر القابع خلف منصة الضحية الصغير الذي أسماه أمير!!
وبالتالي يكون الانتعاش قد تحقق في اثارة الحديث عن امارة الشر مهما كانت “السمعة” مبلولة بالحياة “الآسنة والضحلة” غير ان الرسالة التي كانت عاجلة في الرد قد اعترضت تلك الأكاذيب وتوقف الحوار والاتصال دون صدور التصريح العلني الذي يمكن لنظام الدوحة إعلانه وإذا كانت المرحلة القادمة كفيلة بالمزيد من الممارسات الصبيانية والغير واعية على نفس المسار. فان الواقع يقول : إنه لا يجب التسرع في مناقشة الأزمة مع قطر. ولو بعد حين.
وذلك لأن اقصاء قطر في نظري أفضل من قربها كإمارة للشر في ثوب دولة سخرت نفسها ومال شعبها لدعم الإرهاب ونثر الدولارات .. لنشر الفوضى. وذلك في تضحية نذرت نفسها من أجلها. وهي أن تكون مصدر فتنة في عالم أصبح يدرك ان المال يشكل خطورة النار حين يكون في حوزة الصغار.
بقي أن نسأل : هل ننتظر من قطر صدور تصريح يقول : إن الاتصال كان اختراقاً؟.
Twitter:@NasserALShehry
[email protected]
التصنيف: