هذه الدنيا
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ليلى عناني[/COLOR][/ALIGN]
هذه هي الدنيا ممر لكل من عليها والذي يؤدي في نهاية المطاف إلى نهاية يتفق عليها جميع الخلق رغم اختلاف دياناتهم ومذاهبهم وعقائدهم ،فالكل يثق بأن قضاء الله نافذ لا محالة، ونعلم جميعنا أنه لا تبقى غير الذكرى التي يحفرها الإنسان بنفسه لنفسه لتوقظ من لم يأت دوره للرحيل بنهاية حتمية آتية بأية صورة كتبها الله لنا كي يفيق فالذكرى الطيبة أو السيئة الوحيدة ستكون هي الخالدة بخلود الإنسان ليحملها جيلاً عن جيل ويذكر بها.
ترى كم منا يجهز بيت المستقر ويؤسسه لينعم بنومة هانئة نافذتها على جنة الفردوس يتلقى نعيمها حتى ينفذ أمر الله بوقوف الجميع كي يتلقوا أجرهم من العادل مالك السموات والأرض؟ ترى كم من البشر يغفل عن حقيقة لم يختلف عليها إنسان وجد على هذا الكون ويستمر بالسير في ضلاله الذي قد يؤدي به إن لم يتب إلى ما لا يُحمد عقباه وما نخشاه جميعنا، فكلنا يتمنى النهاية السعيدة التي تضعها تصرفاتنا ومسئولياتنا تجاه الخالق أولاً سبحانه وتعالى ثم تجاه أنفسنا ومجتمعاتنا.
نحن نمر خلال مشوارنا الذي نعيشه بما يشعرنا برحمة الله سبحانه وتعالى وبالخير الذي سيعود علينا أن نحن أحسنا صنيعنا في هذه الحياة لأنفسنا ولمجتمعاتنا، ولا تخلو الحياة من مآسيها التي نبتلي بها باختبار الله لنا ومدى تحملنا وصبرنا لما نعانيه وكم من الأحداث الجسام نمر بها والتي لا يخلو منها أي إنسان فنحن نأخذ من دنيانا هذه ما كتبه الله لنا لا ينقص ولا يزيد عما كُتب لنا فرضانا بذلك يعود بالفائدة العظمى على سير حياتنا التي نحياها، وعلينا أن نتفائل ما دام فينا عرق ينبض ونعرف كيفية العيش والتعامل مع مآسينا ومشاكلنا وأي صعاب قد تكون لا تستحق كل هذا السخط والألم فما ربك بظلام للعبيد، كما خلقنا الله في كبد وأعطانا الدنيا كذلك لنسعد فيها وبتخفيف مصائبنا على أنفسنا سنشعر بقوتنا التي وضعها الله فينا فالإنسان أقوى ما خلق الله بعقله وليس بكبر حجمه ولا بقوة عضلاته وماله ومن يعرف من ذوى النفوذ، فأعمالنا هي الشاهدة علينا حمانا الله من شر أنفسنا وغيرنا.
همسة: عزاؤنا للأستاذة الكاتبة المميزة ظافرة المسلول القحطاني في وفاة والدتها التي صارعت المرض مدة طويلة رحمها الله وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة، وسيظل من أحببناهم وفقدناهم دائماً في قلوبنا.
التصنيف: