هدف صعب لكن ممكن تحقيقه

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فاطمة المزروعي [/COLOR][/ALIGN]

الفقر، هو الصفة التي لازمت البشرية على امتداد تاريخها الضارب في عمق الزمن السحيق، وهي أيضا المفردة التي وضعت بسببها آلاف من المؤلفات والبحوث والدراسات، وتعددت الأسباب واختلفت النتائج، بل وتنوعت حتى الكيفية في التعامل مع كل من يدخل في هذه الصفة، أو مع هذه المفردة كواقع فردي وأيضا كواقع اجتماعي.. وتتفق جميع أمم الأرض على وجود هذه الظاهرة في مجتمعاتها دون استثناء، مع اختلاف بطبيعة الحال في النسب والمعدلات، وهناك أرث إنساني من الأمثال القديمة في كل أمة من أمم الأرض تحدثت عن الفقر والفقراء، بل هو إرث غني بالمفارقات خاصة في مجال الأمثال الشعبية القديمة، على سبيل المثال لا الحصر المثل الإنجليزي الذي يقول: لا شيء يأتي دون عناء سوى الفقر، وهو تعبير عن سهولة الهبوط نحو درجة الفقر وصعوبة الارتقاء والصعود بعيداً عنها، ومن البرازيل مثل شعبي آخر، لكن بوجهة نظر مغايرة، فيقولون: أسوأ الفقراء من يعتقد أنه فعلاً فقير\”؛ وكما يظهر أنهم يحثون على عدم الاستسلام والاعتراف بحالة الفقر، لأن هذا الاعتراف يعد بمثابة ركون وتسليم. لكن الإسبان لديهم مقولة بليغة تصف معاناة الفقير حيث يقال: \”نهار الفقير طويل\”. ومن الدنمرك، هناك أيضا توصيف لحالة التباين بين الغني والفقير، حيث يقال:\” عندما تصل المصيبة إلى ركبة الغني تكون قد اجتازت رقبة الفقير\”. وأيضا هناك من فنلندا مثل يقول:\” يدفع الغني الغرامة بماله والفقير بجلد ظهره\”.
وهناك أمثلة ومقولات قديمة ومتعددة من كافة الشعوب والمجتمعات حول الفقر والفقراء. وبطبيعة الحال هناك استثناء لوجود مجتمعات راقية تضمحل وتقل فيها نسب الفقراء أو أسباب الفقر، على مستوى بلادنا أتذكر تقرير التنمية البشرية لعام 2011، الصادر عن الأمم المتحدة، الذي كشف أنه لا يوجد أي مواطن إماراتي يعيش في فقر مدقع، موضحاً أن عدد السكان الفقراء في الإمارات يبلغ صفراً، بينما تصل نسبة السكان المعرضين لخطر الفقر في الدولة إلى 2?، وهي نسبة ضئيلة للغاية. ووفقاً للتقرير، بلغ نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي في الإمارات 59.9 ألف دولار (220 ألف درهم) العام الماضي، ليكون أعلى نصيب للفرد من الدخل القومي الإجمالي في العالم. وهناك دول أخرى نجحت في تحقيق معدلات نمو وحافظت على طبقة وسطى كبيرة وممتدة في مجتمعاتها، ما ساهم في استقرارها وتطورها.
لكن الفقر وقضاياه وما ينتج عنه من أثار في نفس الإنسان ماثلة وواضحة، ولكم أن تتخيلوا سطوته البالغة على الإنسان عندما يتعلق الامر بلقمة العيش والأمان من الجوع، وعجز هذا الإنسان ان يجد ما يسد به رمق أطفاله، أو ما يدثرهم به من زمهرير الشتاء أو قسوة حرار الصيف، إنها معضلة بالغة تضرب روح الإنسانية التي ترى أناساً يقبعون تحت خط الفقر، تحت خط الحاجة، تحت خط الإنسانية ولا يجدون مساعدة أو عوناً.
يوجد هدف طموح وهو القضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2030. فريق العمل المعني بالأهداف العالمية في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلص إلى أن القضاء على الفقر في غضون جيل، هو هدف طموح لكنه ممكن التحقيق. وأجزم أنه سيتحقق.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *