نعم لقيادة المرأة للسيارة
على مدى عقود من الزمن خلت كان الجدل ما بين أوساط المجتمع بكل أطيافه من علماء وأكاديميين ومثقفين وأشتد احتداما في جدله خلال العقدين الأخيرين بعد أن أصبح المجتمع السعودي متعلماً ومثقفاً وانخفضت فيه نسبة الأمية بشكل كبير إلى أدنى مستوى. ويفكر بجدية أكثر من ذي قبل حول موضع قيادة المرأة للسيارة فهناك الموافق والمتحفظ والمعارض لا لأي سبب سوى من باب سد الذرائع ويحترم رأيهم لكن ينبغي عليهم قراءة متأنية لأسباب الرفض. فهل الاعتماد على السائق الخاص ليس من محاذير شرعية أم أن يسمح للمرأة بنفسها قيادة السيارة. بالطبع قيادة المرأة بنفسها السيارة والاستغناء عن السائق الخاص وقرار مجلس الوزراء الموقر الذي سمح للمرأة بقيادة السيارة حسم الأمر ولم يصدر من فراغ وإنما جاء مبنيا على الدراسات المستفيضة شارك فيها العديد من المختصين فيهم رجال الدين الذين لم يمانعوا من قيادة المرأة للسيارة وفقا للأنظمة والتعليمات والشروط المراعية التي تكفل خصوصية المرأة وحقها في القيادة لا سيما وأن الدولة الوحيدة في العالم التي لا تقود فيها المرأة السيارة هي المملكة العربية السعودية واعتماد الأسر السعودية على السائق الخاص يكلفها مبالغ باهظة سواء فيما يتعلق باستقدامه ومرتباته وتكاليف إصدار إقامته إضافة الى تحويله للعملة الصعبة خارج المملكة واستنزافه للثروة الوطنية من إسكان ومياه وصرف صحي وخدمات أخرى، ورغم أن قيادة المرأة للسيارة ظل على مدى عقود طويلة محل جدل بين مختلف أطياف المجتمع إلا أن المرأة السعودية تقود السيارة فعليا في القرى والمناطق النائية وكذلك خارج المملكة في ذهابها للكليات والمعاهد التي تدرس فيها وأثناء مشاركتها في المؤتمرات والندوات الدولية وقيامها بتلبية كافة المتطلبات والاحتياجات الأسرية الخاصة بها ومن يعارض قيادة المرأة للسيارة من باب سد الذرائع ليس فيه سببا مقنعا فالمرأة السعودية الآن تستطيع السفر والتنقل بدون محرم وأن الفتاوى في هذا الصدد اعتبرت سفرها بدون محرم ليس فيه خلوة، وأن الأصل في الأمور الإباحة في كل شيء إلا ما نزل فيه المنع الصريح والواضح من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة , وبالتالي يتعين على المعارضين ألا يجعلوا من قيادة المرأة قضية اجتماعية وسوف يتقبلها المجتمع السعودي بصدر رحب طالما أنها ستتم في إطار الأنظمة والتعليمات والضوابط المراعية التي تكفل لها خصوصيتها الاجتماعية كما أسلفت وأن لا نلقي بالا لأي أصوات نشاز تحاول إعاقة قيادة المرأة للسيارة الذي ما من شك فيه أن المجتمع السعودي سيتقبله تدريجيا ولكن يظل الموضوع مسألة وقت .
التصنيف: