احمد محمد باديب

كثيرون منا يتشدقون اليوم بطلب الديمقراطية ظنا منهم انها العلاج الامثل لكل مشاكلنا فهل هذا صحيح؟ وهل ستحل لنا الديمقراطية كل مشاكلنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟
انا لا اعتقد وسأقول لكم الاسباب ولكن لا يذهب فكركم انني ادعو الى عدم الاصلاح والتغيير للأفضل لا فأنا مصر على ضرورة التغيير للأفضل ولكن ليس بالضرورة عن طريق الديمقراطية بل عن طريق العدل المعزز بالرحمة والمسبوق باللطف والمعتمد على قانون من خلق الخلق وهو اعلم بما يصلح لهم ويصلحهم ويحقق العدالة من اعلى قمة فيهم حتى القاعدة الأساسية.
سيقول من يقرأ ذلك انني ادعو لدولة دينية وهنا اقول لا انا لا ادعو لذلك فالدولة الدينية تقوم فقط في المحيط الذي يكون فيه وحي إلهي ينزل بالاحكام والقوانين وقد توقف آخر الوحي بوفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن يعود بشكل مباشر الا في آخر الزمان عند عودة سيدنا عيسى عليه السلام.ولكني ادعو الى دولة مدنية يكون الشرع الديني اساساً لها فيقول قائل ولكن هذا الشرع قد نزل قبل اربعة عشر قرناً فهل سيصلح لهذا الزمان؟ فأقول له نعم ان العدل لا يغيره الزمان، والطباع المزروعة في النفس البشرية تبقى في النفس البشرية، والطباع المزروعة في روح الإنسان تبقى موجودة كذلك فالإنسان سيظل انساناً كما خلقه الله وبما في جيناته من نزعات وشهوات وصفات وراثية وهذا كله ليس له دخل في المدنية التي يعيشها فاستخدام الطائرات والصواريخ وجميع أنواع التقنيات لن يغير في هذا الإنسان وتصرفاته الفطرية، وإن قلتم طيب والتعاملات الاقتصادية الحديثة؟ اقول لكم بأن الدين قد ترك لنا حق التصرف في حياتنا بالشكل المناسب والقوانين المناسبة، ولكن ضمن اطر يجب ان تحكم هذا التطور في القوانين واهمها الحفاظ على كيان الخلق وعدم التعدي على الحقوق الأساسية للمخلوقات كلها.
وغدا نواصل

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *